ما معنى قول الله : وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا [الطلاق:2]؟
مشاهدة من الموقع
السؤال
ما معنى قول الله : وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا [الطلاق:2]؟
الجواب
وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ [الطلاق: 2]، أي: يحقق التقوى لله ؛ وذلك باتباع أوامره واجتناب نواهيه، والاستقامة على طاعة الله ، فإن هذه التقوى تثمر ثمراتٍ عظيمةً في الدنيا والآخرة، ومن هذه الثمرات: أن الله تعالى يجعل لهذا المتقي مخرجًا؛ بحيث إذا وقع في كربةٍ؛ يجعل الله تعالى له المخرج، إذا مرت به ضائقةٌ؛ يجعل الله له المخرج، إذا وقع في مصيبةٍ؛ يجعل الله له المخرج بسبب تقواه لله ؛ كما قال عليه الصلاة والسلام: تَعَرَّفْ إلى الله في الرخاء؛ يعرفك في الشدة [1].
فمن ثمرات التقوى: أن الله تعالى يجعل الفرج والمخرج للمتقين، وأيضًا: وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ [الطلاق:3]، يسوق الله له أبوابًا من الرزق من حيث لا يحتسب؛ ولذلك يقول بعض السلف: ما افتقر تقيٌّ؛ لأن المتقي يرزقه الله تعالى من حيث لا يحتسب، ويجعل له مخرجًا، والله يقول: أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ [ص:28].
فالله يعطي المتقي جزاءً في الدنيا قبل الآخرة، مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً -في الدنيا- وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [النحل:97]، فالله يعطي عبده الحياة الطيبة في الدنيا، ويفرج عنه همومه وكربته إذا هو استقام على طاعة الله ، وهذا جزاءٌ معجلٌ، وإلا فإن الجزاء الكامل والتوفية -توفية الأجور- إنما تكون يوم القيامة.
الحاشية السفلية
^1 | رواه أحمد: 2803. |
---|