logo
الرئيسية/فتاوى/كيف يكون الإخلاص في الدعاء؟

كيف يكون الإخلاص في الدعاء؟

مشاهدة من الموقع

السؤال

سأل عن معنى الإخلاص في الدعاء، أو كيف يكون مخلصًا في دعائه؟

الجواب

الإخلاص في الدعاء يكون بأن يفرِّغ قلبه عند الدعاء لله ​​​​​​​.

أولًا: لا يدعو إلا الله .

ثانيًا: يكون حاضر القلب ومفرغًا قلبه لله عند الدعاء.

وهذا الإخلاص من أعظم أسباب الإجابة، حتى إنه يقوى على إجابة الدعاء مع وجود المانع، يعني: هل هناك مانعٌ أعظم من الشرك؟ ومع ذلك المشركون إذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين، فكان هذا الإخلاص سببًا لإجابة دعائهم، دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ، يعني: استجاب دعاءهم ونجاهم إلى البر، إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ [العنكبوت:65]؛ فهذا يدل على أن الإخلاص من أعظم أسباب إجابة الدعاء، وأنه قد يتغلب حتى على وجود المانع من موانع إجابة الدعاء؛ ولهذا تستجاب دعوة المضطر، ودعوة المظلوم، لماذا؟ لأن المضطر يفرِّغ قلبه لله، إنسانٌ في لجة البحر، يكاد يغرق، يقول: يا الله، هل سيتعلق قلبه بمخلوق؟ لن يتعلق قلبه إلا بالله ، هو بين الحياة والموت، هو الآن بين الحياة والموت، دعا الله مضطرًّا: يا الله، يا رب، فسيدعو بإخلاصٍ شديدٍ؛ ولذلك تستجاب دعوة المضطر، أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ [النمل:62].

كذلك المظلوم، وخاصةً إذا كان الظلم شديدًا، يدعو على ظالمه بحرقة، فيدعو بإخلاصٍ شديدٍ، فدعوة المظلوم مستجابةٌ؛ كما قال عليه الصلاة والسلام: واتقِ دعوة المظلوم؛ فإنه ليس بينها وبين الله حجابٌ [1]؛ لكون المظلوم يخلص في دعائه، وأيضًا لأن الله ​​​​​​​ لا يحب الظالمين، وحرم الظلم على نفسه، وجعله محرمًا على عباده، لكن قد يستجيب الله دعوة المظلوم في الدنيا، وقد تُرْجأ للآخرة؛ كما قال الله : وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ [إبراهيم:42].

الحاشية السفلية

الحاشية السفلية
^1 رواه البخاري: 1496، ومسلم: 19.
zh