logo
الرئيسية/فتاوى/خطورة إنشاء وَسْمٍ (هاشتاج) سيئٍ والمشاركة فيه

خطورة إنشاء وَسْمٍ (هاشتاج) سيئٍ والمشاركة فيه

مشاهدة من الموقع

السؤال

بعض الإخوة الكرام -يا شيخ- يدعون إلى الله بوسائل التواصل الاجتماعي؛ بالمشاركة ببعض (الهاشتاجات) يا شيخ، مقاطع قرآنٍ، ولكن أحيانًا هذا (الهاشتاج) يا شيخ يكون فيه مقاطع جيدةٌ، ومقاطع غير جيدةٍ يا شيخ، فما توجيهك لمثل هؤلاء يا شيخ؟

الجواب

أما بالنسبة لما ذكر الأخ الكريم من الوسم الذي يسمى بـ(الهاشتاج): فهذا أولًا من ينشئ هذا الوسم إما أن يكسب بسببه حسناتٍ، أو أن يكسب بسببه ذنوبًا وسيئاتٍ؛ فإن كان هذا الوسم في خيرٍ، وفي دعوةٍ إلى فضيلةٍ وإلى خيرٍ؛ فإنه -بإذن الله- يكسب بذلك حسناتٍ؛ لأنه دل الناس على فعل هذا الخير. 

أما إن كان ذلك الوسم أو (الهاشتاج) في أمرٍ محرمٍ، ومن أشد ما يكون: أن يكون في عرض مسلمٍ، أو في افتراءٍ على مسلمٍ، أو وقيعةٍ فيه؛ فيتحمل الذي أنشأ هذا الوسم مثل آثام كل من كتب فيه؛ لقول النبي : من دعا إلى هدًى؛ كان له من الأجر مثل أجور من تبعه، ومن دعا إلى ضلالةٍ؛ كان عليه من الوزر مثل أوزار من تبعه [1]؛ ومن هنا يتبين خطورة إنشاء مثل هذا الوسم.

فأولًا: على المسلم أن يتقي الله ، ألا ينشئ إلا ما كان فيه خيرٌ ومنفعةٌ.

وأما المشاركة فيها: فإن كان فيها خيرٌ وفضيلةٌ ودعوةٌ لعملٍ صالحٍ؛ فالمشاركة فيها حسنةٌ؛ لأن فيها دعوةً إلى الخير، ودعوةً لأعمالٍ صالحةٍ، وأسلوب من أساليب الدعوة إلى الله .

أما إذا كان فيها وقيعةٌ، وفيها أمورٌ محرمةٌ، أو وقيعةٌ في أعراض مسلمين؛ فلا تجوز المشاركة فيها، والكتاب كالجواب، والذي يكتب كتابة محاسبٌ على ذلك، محاسبٌ على كل كلمةٍ يكتبها؛ كما أنه محاسبٌ على كل كلمةٍ يتلفظ بها؛ ولذلك لو أن رجلًا كتب طلاق امرأته ونوى ذلك؛ فإنه يقع الطلاق عند عامة أهل العلم، فالكتاب كالجواب، وعلى المسلم أن يتقي الله .

وبعض الناس في وسائل التواصل الاجتماعي يكون بعيدًا عن التقوى، يكتب كتاباتٍ سيئةً وما يدري أنه يكسب بذلك كل يومٍ أوزارًا وآثامًا بسبب تلك الكتابات.

وإنك لتتعجب عندما تدخل إلى حساب بعض الناس، وهم مسلمون ومن أبناء مسلمين، يصلون ويصومون، فتجد أن حساباتهم مليئةٌ بالسباب وبالشتائم، وبالغيبة وبالنميمة، وبقذف الأبرياء، وبالوقوع في الأعراض ونحو ذلك، فما أعظم مصيبتهم عند الله والنبي ذكر المفلس، وأنه الذي يأتي يوم القيامة بصلاةٍ وصيامٍ وصدقةٍ وزكاةٍ وأعمالٍ صالحةٍ، ويأتي وقد ضرب هذا، وسفك دم هذا، وأكل مال هذا، وقذف هذا، فيعطى هذا من حسناته، وذاك من حسناته، وذاك من حسناته، فإن فنيت حسناته أُخذ من سيئاتهم فطرحت عليه، ثم طرح في النار [2].

فعلى المسلم أن يتقي الله فيما يكتبه في وسائل التواصل الاجتماعي.

الحاشية السفلية

الحاشية السفلية
^1 رواه مسلم: 2674، بنحوه.
^2 رواه مسلم: 2581، بنحوه.
مواد ذات صلة
zh