كيف أُصبِح من أولياء الله الذين لا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون؟
مشاهدة من الموقع
السؤال
كيف أُصبِح من أولياء الله الذين لا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون؟
الجواب
أولياء الله تعالى: هم الذين ذكرهم الله في قوله: أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ [يونس:62]، وبين من هم فقال: الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ [يونس:63]، فبيَّن سبحانه: أن الولاية تُنال بهذين الأمرين: بالإيمان والتقوى، بأن يؤمن الإنسان بالله ، وبجميع ما أمر بالإيمان به، وكذلك بتقوى الله سبحانه؛ وذلك باتباع أوامره واجتناب نواهيه، ومن كان مؤمنًا تقيًّا؛ كان لله وليًّا، وكلما عظمت التقوى من المسلم؛ كان أقرب إلى نيل الولاية.
والولاية -كما ذكر أبو العباس ابن تيمية رحمه الله- لا تنحصر في طائفةٍ من البشر [1]، فربما تكون الولاية في العالم الكبير، وربما تكون الولاية في عاملٍ صغيرٍ، وربما تكون في فلاحٍ، أو في عاملٍ، أو في إنسانٍ في بلديةٍ، ممكن أن ينالها أي إنسانٍ، فلا يشترط شروطٌ معينةٌ لنيل هذه الولاية، سوى الإيمان والتقوى، فيستطيع أي مسلمٍ أن ينال ولاية الله ، فالولاية إذنْ تُنال بالإيمان والتقوى لله سبحانه.
وإذا نال الإنسان الولاية؛ يقول ربنا :لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ [يونس:64]، فمن كان من أولياء الله سبحانه؛ فتكون له البشرى في الدنيا والبشرى في الآخرة؛ أما البشرى في الآخرة: فهي الجنة، وأما البشرى في الدنيا: فقد جاء في تفسيرها عن النبي : أنه الرجل يعمل الخير، فيجد ثناء الناس عليه من غير أن يطلب ذلك، فإنه عليه الصلاة والسلام لما سئل عن الرجل يعمل العمل من الخير، فيجد ثناء الناس عليه؛ قال: ذلك من عاجل بشرى المؤمن [2]، فالسمعة الحسنة، والسيرة العطرة، واحترام الناس للإنسان، وتقديرهم له، ومحبتهم له، هذا من عاجل بشرى المؤمن.
وكذلك أيضًا: الرؤيا الصالحة، يراها المسلم أو تُرى له، كما جاء في الحديث أنها من عاجل بشرى المؤمن [3].
كذلك أيضًا: تيسير الأمور للإنسان، أيضًا تدخل في البشرى؛ فإن الله تعالى قال: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ [الطلاق:2-3]، فينال الولي البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة، وقد قال الله تعالى في الحديث القدسي: من عادى لي وليًّا؛ فقد آذنته بالحرب [4]، فمن تعرض لوليٍّ من أولياء الله سبحانه؛ فقد آذن الله بالحرب، وينتقم الله تعالى من هذا الذي قد عادى وليه، ولا يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبه؛ وهذا يدل على أن الولاية تُنال أولًا بالمحافظة على الفرائض، ثم بالاستكثار من النوافل.
ومن الأمور التي تكون من أسباب نيل الولاية: الدعاء، يدعو اللهَ المسلمُ بأن يجعله من أوليائه، يلهج بهذا الدعاء: اللهم اجعلني من أوليائك، ويكثر من هذا الدعاء.
نسأل الله تعالى أن يجعلنا من أوليائه الذين لا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون.
هذا الحديث أخرجه مسلمٌ في “صحيحه” ((رواه مسلم: 250.))، وهو على ظاهره، وهو أن الحلية في الجنة تبلغ من المؤمن…
لا يجوز تأخير الصلاة حتى تهبط الطائرة، ما دام أن الطائرة لن تهبط إلا بعد خروج الوقت؛ وذلك لأن شرط…