إذا كان الإنسان متجهًا إلى مكة، يركب الطائرة ويتجه إلى مكة، هل يجوز له أن يحرم مع بداية الرحلة، علمًا بأن هناك وقتًا حتى يصل الميقات؛ لأنه يخشى أن ينام أو ينشغل، ولا ينتبه للمرور من الميقات، فهل يجوز له ذلك أو لا؟
مشاهدة من الموقع
السؤال
إذا كان الإنسان متجهًا إلى مكة، يركب الطائرة ويتجه إلى مكة، هل يجوز له أن يحرم مع بداية الرحلة، علمًا بأن هناك وقتًا حتى يصل الميقات؛ لأنه يخشى أن ينام أو ينشغل، ولا ينتبه للمرور من الميقات، فهل يجوز له ذلك أو لا؟
الجواب
الأفضل: أن يحرم عند الميقات، لا يتقدم الإحرام عند الميقات فيحرم من بيته، أو يحرم عند ركوب الطائرة، هذا لا داعي له، وإنما يحرم عند الميقات، وإذا كان يخشى أن تمر الطائرة بسرعةٍ؛ يمكن أن يتقدم قليلًا، يعني دقائق قليلةً، لكن لا يتقدم كثيرًا، فكون بعض الناس يحرم من بيته، أو يحرم وهو في الطائرة، هذا خلاف السُّنة وخلاف الأفضل، ينبغي أن يحرم عند محاذاة الميقات، وكونه يخشى من النوم، أو يخشى من الغفلة، ينبغي أن يهتم بهذا الأمر، هذه عبادة وهو أراد عمرةً، وأراد تحصيل عملٍ صالحٍ، ينبغي أن يهتم بهذه العبادة، الشيء الذي يهتم به الإنسان؛ لا يمكن أن ينام عنه، ولا يمكن أن يغفل عنه، ولا أن ينساه.
نقول: إذا أردت أن تعتمر؛ فينبغي أن تهتم بهذه العبادة، لا تجعل أمور العبادة هي آخر اهتماماتك، وإنما اهتم بها، وافعل من الوسائل ما يجعلك تكون متنبهًا ومتيقظًا عند مرور الطائرة بالميقات، ويمكن مثلًا أن تستعين بتذكيرٍ بالجوال، إذا كان يخشى النسيان؛ يستعين بالتذكير، أو يطلب من مرافقيه أو ممن حوله، أو حتى من مضيف الطائرة، أو نحو ذلك، أن ينبهه بقرب مرور الطائرة بالميقات.
فإذنْ السُّنة: أن يكون الإحرام عند محاذاة الطائرة للميقات، أو قُبيل المحاذاة بقليلٍ احتياطًا، لكن لا يتقدم، لا يحرم وهو في البيت، ولا يحرم وهو عند ركوب الطائرة، لكن لو أحرم، لو فعل هذا؛ صح ذلك مع الكراهة، فعند الفقهاء: أن من أحرم قبل الميقات؛ إحرامه ينعقد، وإحرامه صحيحٌ، لكن هذا مكروهٌ إذا لم يكن ذلك لحاجةٍ [1].
ولهذا فالذي أنصح به: أن يتهيأ، يلبس ملابس الإحرام، هذا لا يعتبر محرمًا، وإنما مجرد تهيؤٍ، يغتسل في بيته، يلبس ملابس الإحرام وهو في البيت، أو حتى في المطار، يكون متهيأً، لكنه لم ينو الإحرام بعدُ، عند محاذاة الميقات يحرم، يقول: لبيك عمرةً، عند محاذاة الميقات، أو قُبيل المحاذاة بقليلٍ.
الحاشية السفلية
^1 | ينظر شرح صحيح البخاري لابن بطال: 4/ 198. |
---|
هذا الحديث أخرجه مسلمٌ في “صحيحه” ((رواه مسلم: 250.))، وهو على ظاهره، وهو أن الحلية في الجنة تبلغ من المؤمن…
لا يجوز تأخير الصلاة حتى تهبط الطائرة، ما دام أن الطائرة لن تهبط إلا بعد خروج الوقت؛ وذلك لأن شرط…