حكم قول الإمام (استقيموا) عند تسوية الصف

هذا اللفظ لا أصل له، إنما المشروع للإمام أن يقول للمأمومين: “استووا، وأقيموا الصفوف”، ونحو ذلك من العبارات التي فيها الأمر بتسوية الصف وإقامته. وأما قول: “استقيموا” فهذا من الاستقامة، والاستقامة إنما تكون على الدين وعلى العقيدة، لا وجه للقول للمأمومين: “استقيموا”.

فالصواب أن يقول: “أقيموا”، وليس استقيموا، “أقيموا الصف” إذا كان صفًّا واحدًا، وإذا كانوا صفوفًا يقول: “أقيموا الصفوف، واستووا”، وأيضًا “تراصوا وأتموا الصف الأول فالأول”، ونحو ذلك من الألفاظ التي تُفيد استقامة الصف؛ يعني إقامته إقامة الصف، وأيضًا سد الخلل وسد الفُرَج.

لكن، أُنبِّه هنا إلى أنه لا يلزم في كل صلاة أن يقول الإمام ذلك؛ لأن بعض الأئمة اعتاد هذا، واعتاد المأمومون خلفه هذا الكلام، فقبل أن يكبر: “استووا، استقيموا”، أو “أقيموا صفوفكم”. أولًا “استقيموا” يستبعدها، لكن أحيانًا بعضهم يقول: “استووا استووا”، أو “استووا” مثلًا “أقيموا الصفوف” يقولها دائمًا، فيصبح ليس لها كبير فائدة.

ولذلك؛ المشروع للإمام أن يلتفت للمأمومين، فإن رأى بأنهم بحاجة للتوجيه بتسوية الصف وإقامته فيأتي بمثل هذه العبارات: “استووا، أقيموا الصف، وسدوا الخلل”، ونحو ذلك.

أما إذا كان لو بعد التفاته إليهم وجد أن الصف أنهم أقاموا الصف وأنه مستو ولا يوجد خلل؛ فلا داعي لأن يأتي بهذه العبارات، يكبر مباشرة؛ حتى يعرف المأمومون أنه إذا أتى بهذه العبارات أنه فيه خلل، إذا قال: “أقيموا الصف، سدوا الخلل”، يكون لها فائدة.

لكن إذا اعتادها في كل صلاة؛ يصبح ليس لها كبير فائدة، كأنها شيء معتاد: “استووا، استووا”، أو “أقيموا الصف”؛ كأنه شيء معتاد.