logo
الرئيسية/فتاوى/توجيه لبعض الحجاج الذين يتقصدون المشقة للذهاب إلى جبل الرحمة

توجيه لبعض الحجاج الذين يتقصدون المشقة للذهاب إلى جبل الرحمة

مشاهدة من الموقع

السؤال

فيما يتعلق بالمشقة التي يجدها الناس خاصة في تعليمات وزارة الصحة، ومع شدة الحرارة، وتعرض الناس للشمس في هذه الأيام: بعض الناس مثلًا -خاصة في يوم عرفة- يريد أن يذهب مثلًا إلى القُرْب من الجبل، أو يظهر إلى خارج ويتعرض للشمس، ثم قد يتعرض لضربة شمس، وقد يمنعه ذلك من أداء العبادة كاملة، توجيهكم حول ذلك؟

الجواب

كما ذكرت قبل قليل أن المشقة ليست مقصودة شرعًا، وإنما المطلوب أن المسلم يؤدي العبادة، فإن صحب هذه العبادة مشقةٌ أُجِر.

ولهذا مثلًا النبي -عليه الصلاة والسلام- ذهب إلى الحج راكبًا، لم يذهب إليه ماشيًا، ما دام أن الوسيلة أو الدواب متوفرة، موجودة؛ فيختار ما هو أرفق به وأيسر له، بل كان يتنقل أيضًا بين المشاعر من عرفة إلى مزدلفة ومن مزدلفة إلى مِنًى راكبًا، ولم يكن ماشيًا.

فإذن؛ المسلم يسلك ما هو الأرفق والأيسر به، ولا يتقصد المشقة.

ومن ذلك أيضًا في المشاعر: بعض الناس يَشُق على نفسه ويذهب في عرفة إلى الجبل الذي يُسمَّى “جبل الرحمة”، ويصعد الجبل ويتعرض للشمس، وربما أصيب بضربة شمس، خاصة في موسم حج هذا العام الذي يوافق موسمًا حارًّا قائظًا؛ وهذا كله غير مطلوب شرعًا، بل حتى الذهاب للجبل ليس مطلوبًا.

النبي -عليه الصلاة والسلام- يقول: وقفت هاهنا، وعرفة كلها موقف[1]؛ كل عرفة موقف، بل صعود الجبل أصلًا غير مشروع؛ إذا كان يقصد به التعبد هذا غير مشروع؛ النبي -عليه الصلاة والسلام- لم يصعد الجبل إنما وقف عند الصخرات تحت الجبل، وجعل الصخرات: استقبل الصخرات واستقبل القبلة -عليه الصلاة والسلام- وهو على بعيره، لم ينزل حتى من بعيره، وإنما بقي على بعيره راكبًا رافعًا يديه يدعو من بعد الزوال إلى غروب الشمس؛ يعني: بضع ساعات وهو -عليه الصلاة والسلام- رافع يديه يدعو.

وهذا يدل على أن أفضل ما يشتغل به الحاج على صعيد عرفات: الدعاء؛ بقي بضع ساعات حتى إن خِطَام راحلته سقط فأخذه بإحدى يديه وهو لا يزال رافعًا اليد الأخرى هكذا.

فهذا يدل على أنه ينبغي أن يختار المسلم في الحج ما هو الأرفق به، وأن يبتعد عما يجلب له المشقة.

ثم أيضًا هذا الأمر الذي يتسبب في المشقة له قد يكون على حساب أمورٍ أهم؛ يعني هذا الذي -الآن- سيذهب لجبل الرحمة ويصعد الجبل؛ معنى ذلك أنه لم يتفرغ للدعاء، كيف يدعو؟ سيتعرض لأشعة الشمس، وسيكون في زحام وفي حر؛ لو أنه بقي في خيمته واستقبل القبلة وجعل يدعو لأصاب السنة في هذا.

فينبغي أن يكون هناك توعية أيضًا للحجاج بهذا، وأن الحاج ينبغي أن يختار ما هو الأرفق، وما فيه بُعْد عن المشقة، وألا يتقصد المشقة؛ فإن المشقة ليست مطلوبة وليست مقصودة شرعًا، لكن إن حصلت من غير قصد أُجِر الإنسان عليها.

الحاشية السفلية

الحاشية السفلية
^1 رواه مسلم: 1218.
مواد ذات صلة
zh