وردنا هنا سؤالٌ عن لفظةٍ يتداولها الناس، وهي لفظةٌ عاميةٌ تُستخدم في بعض المناطق، مَن يقول: أمحق سنةٍ، أمحق شهرٍ، أمحق يومٍ. هل هذا يُعتبر من سَبِّ الدهر أم لا؟
مشاهدة من الموقع
السؤال
وردنا هنا سؤالٌ عن لفظةٍ يتداولها الناس، وهي لفظةٌ عاميةٌ تُستخدم في بعض المناطق، مَن يقول: أمحق سنةٍ، أمحق شهرٍ، أمحق يومٍ. هل هذا يُعتبر من سَبِّ الدهر أم لا؟
الجواب
الشيخ: ماذا يقصد بها؟
المقدم: “أمحق” يعني: هي من المَحْق، يعني: أنها سنةٌ سيئةٌ، أو شهرٌ سيئٌ، أو يومٌ سيئٌ .. إلخ.
الشيخ: إذا كان هذا المقصود به ذمّ وسبّ هذا الزمن، سواء كان يومًا أو شهرًا أو سنةً، فإن هذا يدخل في سَبِّ الدهر، والنبي يقول: يقول الله تعالى: يُؤذيني ابن آدم؛ يَسُبّ الدهر، وأنا الدهر، بيدي الأمر، أُقلب الليل والنهار [1].
أما لو كان يُخبر إخبارًا، كما قال الله تعالى: سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا [الحاقة:7]، وقال: فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ [فصلت:16] على سبيل الإخبار، لكن ظاهر السياق من السؤال الذي تفضلتم به أن هذا ليس على سبيل الإخبار، وإنما على سبيل السَّبِّ والذم: أمحق شهرٍ، فكأنه يَسُبّ هذا الشهر، أو يَسُبّ هذا اليوم، أو يَسُبّ هذه السنة، هذا لا يجوز.
كل ما كان فيه سَبٌّ وذمٌّ للزمن فإنه يدخل في سَبِّ الدهر المنهي عنه، والزمن لا أثر له في الخير أو الشر، الزمن هو مجرد وحدةٍ زمنيةٍ تسير فيها الأحداث والأفلاك، والله تعالى هو الذي يُقدر الأمور؛ ولهذا يقول الله تعالى: يُؤذيني ابن آدم؛ يَسُبّ الدهر، وأنا الدهر، .. أُقلب الليل والنهار، فالدهر يُقلب الله تعالى فيه الليل والنهار والأحداث، وكل يومٍ هو في شأنٍ جلَّ وعلا، فالدهر ليس له علاقةٌ بالأحداث، وليس له علاقةٌ بتقدير الأمور حتى يُسَبَّ الدهر؛ ولذلك لا يجوز سَبّ الدهر، ولا يجوز سَبّ الزمن عمومًا.
الحاشية السفلية
^1 | رواه البخاري: 4826، ومسلم: 2246. |
---|