logo
الرئيسية/فتاوى/نصيحة لمن يتهاون في إخراج الزكاة

نصيحة لمن يتهاون في إخراج الزكاة

مشاهدة من الموقع

السؤال

هناك من يتهاون في إخراج الزكاة؛ فنرجو منكم توجيه النصيحة لهم.

الجواب

الزكاة هي الركن الثالث من أركان الإسلام، وهي قرينة الصلاة، ما إن تُذكَر الصلاة إلا ويُذكر بعدها الزكاة. وهي حق الله في هذا المال.

وقد توعَّد الله من يتهاون في إخراج الزكاة بقوله: وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ۝ يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ [التوبة:34-35].

وقد جاء في السنة تفسير ذلك بأنَّ مَن يمنع إخراج الزكاة: أنه يُعذَّب في الموقفِ يومَ القيامة قبل محاسبة الناس، يعذب في الموقف، ويُؤتَى بماله الذي بَخِل به وقد أُحمِيَ عليه في نار جهنم، ويُكوَى به جنبه وجبينه وظهره، في يومٍ مقداره خمسون ألف سنة، كلما بَردَتْ أعيدت مرة أخرى وأحمي عليها في نار جهنم، حتى يُقضَى بين العباد فيرى سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار[1].

فهذا وعيد شديد في حق من بخل بالزكاة. ثم إن الذي يُخرج الزكاة هو المستفيد: أولًا: يستفيد -أولًا- الأجر والثواب من الله . ثانيًا: يستفيد حماية ماله؛ فإن الزكاة تحمي المال بإذن الله من الآفات، تحميه من السرقة، من الضياع، من النهب، من الاختلاس من الآفات.

ثم ما ينفقه الإنسان مخلوف عليه؛ فالله يقول: وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ [سبأ:39]، عندما يقول رب العالمين في كتابه العظيم الذي يقرؤه الناس جيلًا بعد جيل وقرنًا بعد قرن: وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ؛ لا بد أن يتحقق الخَلَفُ قطعًا.

لكن الخَلَف قد يكون خَلَفًا حسيًّا ظاهرًا، وقد يكون الخَلَف في صورٍ أخرى؛ قد يكون الخَلَف -مثلًا- في وقاية هذا المال من الآفات، قد يكون الخَلَف بالبركة، قد يكون الخَلَف بأمورٍ أخرى تأتي للإنسان من حيث لا يحتسب.

الحاشية السفلية

الحاشية السفلية
^1 ما من صاحب ذهب ولا فضة، لا يؤدي منها حقها، إلا إذا كان يوم القيامة، صفحت له صفائح من نار، فأحمي عليها في نار جهنم. فيكوى بها جنبه وجبينه وظهره. كلما بردت أعيدت له. في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة. ‌حتى ‌يقضى ‌بين ‌العباد. فيرى سبيله. إما إلى الجنة وإما إلى النار. رواه مسلم: 987.
zh