هل الأفضل صبغ الشَّيب أم تركه؟
مشاهدة من الموقع
السؤال
هل الأفضل صبغ الشَّيب أم تركه؟
الجواب
هذا السؤال سألتُه شيخنا عبدالعزيز بن باز رحمه الله، قلتُ: هل الأفضل الخِضَاب بغير السواد خروجًا من الخلاف في المسألة أم الأفضل ترك الشَّيب؟
فقال: إن الأفضل هو الخِضَاب؛ لقول النبي : إن اليهود والنصارى لا يصبغون فخالفوهم [1]، وهذا الحديث رواه البخاري ومسلمٌ، فهو يدل على أن الأفضل هو الخِضَاب بغير السواد.
أما الخِضَاب بالسواد فمحل خلافٍ بين العلماء، والخلاف فيه راجعٌ للخلاف في ثبوت النهي في قول النبي عليه الصلاة والسلام: وجَنِّبوه السواد [2]، والأرجح عند كثيرٍ من المُحدثين أن هذه الزيادة غير محفوظةٍ، وأن المحفوظ هو رواية مسلمٍ: غيِّروا هذا بشيءٍ [3] من غير زيادة: وجَنِّبوه السواد.
وأيضًا لم يثبت ذلك في الأحاديث الأخرى، كحديث: يكون في آخر الزمان أناسٌ يَخْضبون لحاهم كحواصل الحمام، لا يجدون رائحة الجنة [4]، هذا الحديث رواه أحمد، وهو حديثٌ ضعيفٌ، بل إن ابن الجوزي عدَّه في الموضوعات.
فالأقرب -والله أعلم- أن الخِضَاب بالسواد لا يحرم، بل إن بعض أهل العلم حكى ذلك إجماعًا: كأبي العباس القرطبي في “المفهم”[5] وغيره، عدُّوا ذلك إجماعًا، وإن كانت المسألة خلافيةً، لكن أكثر أهل العلم على أن الخِضَاب بالسواد لا يحرم، ومما يدل لذلك ما ذكره ابن القيم رحمه الله عن تسعةٍ من أصحاب النبي أنهم كانوا يخضبون بالسواد[6].
إذن الخِضَاب بغير السواد سُنَّةٌ، أما الخِضَاب بالسواد ففيه الخلاف، والأقرب -والله أعلم- أنه غير مُحرمٍ.