كيف يتحقق تطبيق الحجاب الشرعي للمرأة؟

الواجب على المرأة أن تُغطي بدنها، وتُغطي شعرها ووجهها أيضًا عن الرجال الأجانب، لكن يجوز لها أن تكشف عن عينيها، وهو ما يُسمى بالنقاب، لكن المرأة يجب عليها أن تُغطي وجهها عن الرجال الأجانب، والله تعالى يقول: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ [الأحزاب:59]، ويقول: وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ [الأحزاب:53].

وفي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها -الصحيحان يعني: صحيح البخاري ومسلم، أصحّ كتابين بعد القرآن- تقول عائشة رضي الله عنها: “لما رأيتُ صفوان بن المُعَطّل خَمَّرْتُ وجهي” ^[1]، يعني: غطيتُ وجهي.

هذا يدل على أن تغطية الوجه معروفةٌ لدى الصحابة، فيجب على المرأة أن تُغطي وجهها عن الرجال الأجانب، لكن يجوز لها أن تكشف عن عينيها.

وعلى هذا يجوز لها أن تلبس النقاب، بغض النظر عن طريقة النقاب، المهم ألا يكون النقاب أيضًا فيه زينةٌ؛ لأن بعض النساء ربما تتنقب وتُكحل عينيها، وربما يكون نفس النقاب أيضًا مُلفتًا للنظر.

فالمقصود أن المرأة تبتعد عن كل ما يُسبب الفتنة، كل ما يلفت النظر إليها ويُسبب الفتنة تبتعد عنه، هذا هو المطلوب من المرأة المسلمة.

وقد ذكر الله تعالى فائدة ذلك فقال: يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ، إذا الرجال رأوا المرأة مُتحجبةً مُتسترةً لا يُؤذيها أحدٌ، لا أحد يتحرش بها، لا أحد يتعرض لها؛ لأنها أعلنتْ قالت: أنا امرأةٌ عفيفةٌ، أنا امرأةٌ لا أريد المُعاكسات، لا أريد التَّحرش، فلا أحد يتعرض لها، بخلاف المرأة التي تُبْدِي زينتها للرجال الأجانب، فقد يأتيها مَن يُعاكسها، يأتيها مَن يتحرش بها، يأتيها مَن يُؤذيها؛ ولهذا تأمل قول الله تعالى: ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ يعني: بالعِفَّة فَلَا يُؤْذَيْنَ.