تقول: تقدم شابٌّ إلى إحدى الفتيات، يريد الزواج طبعًا؛ تقول: هو لا يُصلي، لكنه وعدها بعد الزواج أنه سيُصلي، هل يجوز لها أن تقبل بمثل هذا؟
مشاهدة من الموقع
السؤال
تقول: تقدم شابٌّ إلى إحدى الفتيات، يريد الزواج طبعًا؛ تقول: هو لا يُصلي، لكنه وعدها بعد الزواج أنه سيُصلي، هل يجوز لها أن تقبل بمثل هذا؟
الجواب
إذا كان لا يُصلي بالكلية، لا يركع لله ركعةً -لا جمعة، ولا جماعة- لا يجوز له أصلًا أن يعقد على هذه المرأة؛ لأنه خرج عن دائرة الإسلام، والنبي يقول: بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة [1]، ويقول: العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمَن تركها فقد كفر [2]، والله يقول: فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا [مريم:59]، هذا دليلٌ على أن مَن أضاع الصلاة فليس بمؤمنٍ، إذا كان لا يُصلي لله ركعةً -لا جمعة، ولا جماعة- لا يجوز أصلًا أن يعقد عليها.
وأما إذا كان يصلي أحيانًا، ويترك الصلاة أحيانًا، ووعد بأنه بعد الزواج سوف يُحافظ على الصلاة مُحافظةً تامةً، هنا لا بأس أن تقبل به، لكن إذا كان لم يتركها بالكلية، لكن عنده شيءٌ من التساهل بالصلاة، مع أن التساهل بالصلاة من كبائر الذنوب، وقد توعد الله مَن يقع في ذلك بقوله: فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ [الماعون:4-5] يعني: يُؤخرونها عن وقتها، لكنه مع ذلك لا يخرج الإنسان عن دائرة الإسلام، يبقى مسلمًا.
المشكلة إذا ترك الصلاة بالكلية، هذا هو الذي يخرج عن دائرة الإسلام، ويُصبح غير مسلمٍ، أما إذا كان يصلي أحيانًا، ويترك الصلاة أحيانًا، فهذا مُقصرٌ، ومن السَّاهين، وعلى خطرٍ، لكنه يبقى مسلمًا، فيجوز أن يعقد على هذه المرأة إذا وعدها بأنه سيُحافظ على الصلاة، وأنها ستَحُثُّه إن شاء الله، وتكون فاتحة خيرٍ عليه، ومُعينةً له على المحافظة على الصلوات الخمس مع الجماعة في المسجد، فهنا لا بأس بذلك إن شاء الله.