حكم هجر الزوج لزوجته

هذه المشكلة التي أشارتْ إليها الأخت حقيقةً مشكلةٌ شائعةٌ -مع الأسف- لدى كثيرٍ من المجتمعات الإسلامية، فتكون بعض النساء مُعلَّقاتٍ، لا هن زوجات، ولا هن مُطلقات، يُعلقها هذا الزوج ويتركها، وهذا حرامٌ عليه، وهذا ظلمٌ عظيمٌ لها.

فعلى الزوج أن يتَّقي الله : فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ [البقرة:229]، أما أن يُبقي هذه المرأة الضعيفة المسكينة مُعلقةً سنين طويلةً، وربما بعض النساء يذهب شبابها وهي مُعلقةٌ، وربما لا تستطيع أن تترافع بنفسها، وليس من أسرتها رجلٌ رشيدٌ يُرافع عنها، فتبقى هذه المرأة ضعيفةً، لكن الإثم على هذا الزوج الذي علَّقها، هذا ظالمٌ لها، وستقف له يوم القيامة، ويكون الحساب بينهما بالحسنات والسيئات، تأخذ من حسناته، فإن فنيت حسناته أُخِذَ من سيئاتها وطُرحتْ عليه؛ لأنه ظلمها بهذا التعليق، ولا ينفعه تبريره.

يعني: بعض الأزواج يقول: هي التي خرجتْ، هي التي كذا.

أنت الذي بيدك عصمة النكاح، أما أن تُبقي هذه المرأة بهذه الطريقة مُعلقةً -لا هي زوجةٌ، ولا هي مُطلقةٌ- هذا من أعظم الظلم، والنبي  يقول: واتَّقِ دعوة المظلوم، فإنه ليس بينها وبين الله حجابٌ ^[1]، قد تدعو على هذا الزوج الظالم، وقد يُسلط الله عليه ألوانًا من المصائب والبلاء بسبب ظلمه لهذه المرأة الضعيفة؛ ولهذا ورد في الحديث: اللهم إني أُحَرِّج حقَّ الضعيفين: اليتيم والمرأة ^[2].