logo
الرئيسية/فتاوى/حكم سلام المرأة على الرجل الأجنبي

حكم سلام المرأة على الرجل الأجنبي

مشاهدة من الموقع

السؤال

الكلام والسلام على الرجل الأجنبي تقول مثلًا: لو كانت عند طبيب دخلت على طبيبٍ أو غيره؟

الجواب

الفقهاء ذكروا أنه يفرق بين المرأة الشابة وغير الشابة، فالمرأة الكبيرة في السن لا بأس أن تُسلِّم على الرجل الأجنبي[1]؛ لأنه لا يحصل الفتنة بذلك، امرأةٌ كبيرةٌ في السن، يعني مثلًا وصلت للستين، أو فوق الستين، لا بأس أن تسلم على الرجل الأجنبي، ولا تقع الفتنة بذلك، لكن امرأةٌ شابةٌ لا تسلم على الرجل الأجنبي؛ وذلك لأن سلامها عليه ربما كان مدعاةً للفتنة، فربما يوقع الفتنة، إذا مثلًا امرأةٌ مرت برجلٍ وسلمت عليه، وهي شابةٌ ربما يفهمها فهمًا خاطئًا، يفهمها أنها تتحرش به، أو نحو ذلك، فربما يفهم منها رسالةً خاطئةً؛ ولذلك نقول: ما كان فيه مظنةٌ للفتنة فيمنع منه، أما ما لم يكن فيه مدعاةٌ للفتنة؛ كالمرأة الكبيرة في السن، فلا بأس بذلك، هذا بالنسبة للسلام أو بالنسبة لابتداء السلام.

وأما بالنسبة للكلام فصوت المرأة ليس بعورةٍ، على القول الراجح ليس بعورةٍ، فلا بأس أن تتكلم المرأة مع الرجال الأجانب بشرط عدم الخضوع بالقول؛ ولهذا قال سبحانه: فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا [الأحزاب:32]، فنهى الله تعالى المرأة عن الخضوع بالقول؛ لأن هذا مدعاةٌ للريبة، وفيه إثارةٌ للفتنة، لكن مع ذلك حتى لا يفهم من نهي المرأة عن الخضوع بالقول أنها تتكلم بالكلام الخشن الجاف، هذا ليس مطلوبًا، وإنما المطلوب منها: وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا، أن تتكلم بالكلام المعتدل الذي ليس فيه لينٌ ولا خضوعٌ بالقول، وليس أيضًا فيه صلفٌ وجفاءٌ؛ لأنه أيضًا بعض النساء قد تفهم فهما غير صحيحٍ، فتتحدث مع الرجال بصلفٍ وقسوةٍ، بخشونةٍ، ليس هذا هو المقصود، إنما تتكلم بالكلام المعتدل، بالكلام المعروف؛ ولهذا ربنا سبحانه بيَّن لنا الحكم الشرعي في هذا، قال: فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ، إذنْ المرأة منهيةٌ عن الخضوع بالقول، طيب إذنْ ماذا تفعل؟ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا، تتكلم مع الرجال بالقول المعروف الذي ليس فيه خضوعٌ، وليس أيضًا فيه خشونةٌ ولا صلفٌ.

الحاشية السفلية

الحاشية السفلية
^1 المبسوط للسرخسي: (10/ 154)، ط دار المعرفة.
مواد ذات صلة
zh