كيف للمرأة طلب العلم الشرعي على أيدي العلماء، مع وجود حواجز الآن وصعوبة؟
مشاهدة من الموقع
السؤال
كيف للمرأة طلب العلم الشرعي على أيدي العلماء، مع وجود حواجز الآن وصعوبة؟
الجواب
بالعكس المرأة الآن يمكن أن تطلب العلم أكثر من أي وقت مضى، عن طريق أهل العلم، وعن طريق وسائل التقنية الحديثة، فالحواجز التي تشير إليها الأخت مع وجود وسائل التقنية الحديثة قد زالت هذه الحواجز، بإمكان المرأة أن تطلب العلم، وهي في بيتها، الآن معظم دروس المشايخ تنقل بالصورة والصوت، وكثير منها على الهواء مباشرة، وعندنا يوم الاثنين درس بعد صلاة العشاء ينقل، وأيضًا يوم الثلاثاء بعد المغرب، تنقل هذه الدروس وعبر “الدريسكوب” على الهواء مباشرة بالصورة والصوت.
ويشارك معنا في الوسم درس يوم الاثنين عدد من الأخوات، يتابعن الدرس، ولهن مشاركات جيدة ومتميزة.
المهم أن المرأة لا تضع هذه عقبات ولا عراقيل، بإمكانها أن تطلب العلم، المهم أن ترفع مستوى الاهتمام والهمة، وتجعل طلب العلم يعني من أولوياتها، فمثلًا إذا كان هناك درس بإمكانها، وهي في البيت أن تتابع هذا الدرس، لكن تخصص هذا الوقت؛ لمتابعة هذا الدرس أو تحضر في المسجد، وهو أفضل إن تيسر أن تحضر في المسجد، وهو يعني أولى وأعظم أجرًا، لكن لو لم يتيسر لها الحضور في المسجد، فبالإمكان أن تتابع الدرس المنقول بالصورة والصوت، وتكتب وتستمع وتقيد، كما لو كانت حاضرة بين يدي الشيخ.
وأيضًا الدروس يعني بالإضافة للنقل المباشر، هناك ميزة أخرى أفرزتها وسائل التقنية الحديثة، وهي التسجيل، الدروس مسجلة، معظم المشايخ دروسهم مسجلة، ومفهرسة وموجودة، بالإمكان تخصص المرأة جزءًا من وقتها لو تابعت مثلًا شرح متن من المتون، وتضبط وتقيد وتستمع للدرس، وربما أيضًا ميزة التسجيل أن المعلومة التي لا تفهمها تعيد الدرس مرة ثانية وثالثة، حتى تفهم هذه المعلومة.
وهناك أيضًا الكتب المطبوعة الآن في جميع المجالات، يعني لو أخذت الكتب في العلوم الشرعية كل يوم تقذف المطابع كتبًا جديدة، والآن الكليات الشرعية أيضًا فيها رسائل علمية في بحث المسائل، سواء في الفقه، أو في العقيدة، أو في التفسير، أو في أي علم من العلوم.
الآن لو أخذنا كليات الشريعة عندنا في المملكة نجدها ثلاث عشرة كلية، فقط هذه الكليات الشرعية، غير كلية أصول الدين، وغير الدراسات الإسلامية، وهذه الكليات تخرج في العام الواحد عددًا من الرسائل العلمية التي تكون مؤلفات وكتبًا، وتيسر على طلاب العلم تحصيل العلم.
فوسائل تحصيل العلم في الوقت الحاضر أيسر من أي وقت مضى، ولكن المهم هو وجود الهمة العالية لدى طالب العلم، ولدى طالبة العلم، والاستمرار؛ لأن بعض الناس لا يستمر، يحضر درسًا ودرسين وثلاثة، ثم ينقطع، ولا يستفيد، لا بد من الاستمرار والصبر والجلد، كما قال يحيى بن أبي كثير: “لا يُستطاع العلم براحة الجسد” [1].
الحاشية السفلية
^1 | سير أعلام النبلاء: 6/ 29. |
---|