logo
الرئيسية/فتاوى/حكم الفطر للمسافر للعمرة

حكم الفطر للمسافر للعمرة

مشاهدة من الموقع

السؤال

إن البعض يسافر للعمرة، ولا يريد أن يُفطر، حتى لا يُنقص من أجر عمرته شيء، فهل هذا له ارتباط، أو أن الإنسان يأخذ برخصة الفطر في السفر؟

الجواب

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه، ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين.

أما بعد:

فجوابًا عن سؤال الأخ الكريم، الله تعالى أباح الفطر للمسافر فقال: فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ [البقرة:184]، والله يُحب أن تُؤتى رخصه، فإذا كان السفر فيه مشقة على الإنسان، فالأفضل أن يفطر ولا يصوم؛ أخذًا برخصة الله ​​​​​​​، ولا ينقص هذا من أجر العمرة، فأجره تام، وأيضًا ما كان يعمله وهو مقيم يُكتب له الأجر كاملًا، كما قال النبي : إذا مرض العبد أو سافر كتب الله له ما كان يعمل صحيحًا مقيمًا [1]، أخرجه البخاري في صحيحه.

ولكن إذا لم يشق عليه الصوم، خاصة في وقتنا الحاضر أصبح مع توفر وسائل الراحة والتكييف ونحو ذلك، أصبح الصوم لا يشق على بعض المسافرين، فإذا كان لا يشق عليه الصوم، فالأفضل في حقه أن يصوم؛ وذلك لما جاء في إحدى الغزوات: أن النبي خرج هو وأصحابه، وكان اليوم شديد الحر، وكانوا كلهم قد أفطروا إلا رسول الله وعبدالله بن رواحة ، فقد كانا صائمين [2].

ولعل الحكمة في ذلك -والله أعلم- هي: أن النبي لم يكن يشق عليه الصوم؛ لأنه كان يُخدم، فكان الصحابة يتسابقون على خدمته، وعلى التظليل عليه، ونحو ذلك، فلم يجد مشقةً؛ فلذلك صام عليه الصلاة والسلام.

وعلى هذا نقول: إذا وجد المسافر مشقةً فالأفضل في حقه الفطر، وإذا لم يجد مشقةً فالأفضل الصوم؛ لأن هذا فيه إسراعٌ لإبراء الذمة.

الحاشية السفلية

الحاشية السفلية
^1 رواه البخاري: 2996.
^2 رواه البخاري: 1945، ومسلم: 1122.
zh