من هم أهل الله وخاصته؟

صح عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال: أهل القرآن هم أهل اللّـه وخاصته ^[1]، وهذا يدل على فضل أهل القرآن وعظيم شأنـهم ومكانتهم ومنزلتهم، وأنـهم أهل اللّـه ، هذا القرآن هو كلام ربنا، وهو: يرفع اللّـه تعالى به أقوامًا، ويضع به آخرين ^[2]؛ كما أخبر النبي .

هذا القرآن العظيم من تـمسك به رفعه اللّـه في الدنيا والآخرة، هذا القرآن لو أنزل على جبل لتصدَّع من خشية اللّـه ​​​​​​​، هو الآية لنبينا محمد عليه الصلاة والسلام، جعل اللّـه لكل نبـيٍّ آية، وآية نبينا محمد عليه الصلاة والسلام هو هذا القرآن.

هذا القرآن له من العظمة والجلال شيءٌ عظيم؛ ولهذا حتى الجن لـمَّا سـمعوا القرآن ماذا قالوا؟: قالوا: إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا [الجن:1] تعجبوا منه، يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ [الجن:2] سبحان اللّـه! وهم جن، ولأول مرة يسمعون القرآن، ومع ذلك قالوا: إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا ۝يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ [الجن:1-2].

فهذا القرآن العظيم من تـمسك به نال الرفعة في الدنيا والآخرة؛ ولذلك كما أخبر النبي عليه الصلاة والسلام: إن للّـه أهلين، وأهل اللّـه هم أهل القرآن، وهم أهله وخاصته ^[3].

فالمقصود بأهل القرآن، أي: الذين ارتبطوا بالقرآن تلاوةً وحفظًا وتدبُّرًا لمعانيه، وعملًا به، يعني: كانوا مرتبطين بالقرآن، تجد أنَّـهم حفظوا القرآن، وأتقنوا الحفظ، ويتلونه آناء الليل، وآناء النهار، ويتدبَّرون معانيه، ويعملون به وهو الأهم، يعملون به فيظهر أثر القرآن عليهم، فتجد أن هذا حافظ متقن للقرآن، وتظهر عليه أخلاق القرآن، تجد أنه من المـحافظين على الصلوات مع الجماعة في المسجد، تجد أنه تعامله مع الناس يكون حسنًا، تجد أنه يظهر عليه أثر الصلاح والاستقامة بسبب هذا القرآن، فهؤلاء هم أهل اللّـه وخاصته، يعني: الذين استقاموا على طاعة اللّـه ، وقد ارتبطوا بـهذا القرآن العظيم حفظًا وتلاوةً وتدبُّرًا وعملًا به.