الرئيسية/فتاوى/حكم من يعمل أعمال الخير ويشرك غيره في الأجر
|categories

حكم من يعمل أعمال الخير ويشرك غيره في الأجر

مشاهدة من الموقع

السؤال

أنا أتصدق وأعمل أعمال الخير وأبني وقفًا، كل عمل أقول: أجره لي ولوالدي وأولادي، حتى العمرة في رمضان؟

الجواب

الأحسن ألا تفعل ذلك: أن تجعل الأجر لك، ولا بأس أن تتصدق عن والديك أحيانًا، تأخذ عمرة عن والدك، وعمرة عن والدتك، لا بأس، لكن لا تجعل كل عمل تعمله تشرك معك غيرك؛ لأن هذا الإشراك سينقص من أجرك، ولـم يعهد هذا أيضًا عن السلف: كل عمل يعملونه يشركون معهم غيرهم في الأجر.

أنا مرةً في أحد دروس الحرم أتى إليَّ شخص بعد الدرس، وقال: إنني جميع أعمالي أشرك غيري معي، والعمر في رمضان أجعلها لغيري يقول -ليس يُشرِك- إنما أجعل العمر كلها كل عمرة أعتمرها أجعلها لغيري؛ اعتقادًا مني أنني يكون لي مثل أجره، قلت: لا، لا يكون لك مثل أجره، أنت أهديت الثواب لغيرك، فأنت مأجور على نيتك فقط، أما أجر العمرة ينصرف لمن أهديت له الثواب، فقال: طول عمري على هذا، كل عمرة آتي بـها أهدي ثوابـها لغيري. 

هذا من قلَّة الفقه يا إخوان، يعني: أعمالك تـهديها لغيرك، طيب وأنت؟!

أنت محتاج، كان يعتقد أنه يحصل له مثل أجره، هذا غير صحيح، ما في دليل يدل على هذا، أنت أهديت ثواب هذه العمرة أو الحج لغيرك، إذًا: الأجر والثواب ينصرف لغيرك، أنت ليس لك شيء إلا مـجرَّد الأجر على النية فقط، فلا يبالغ الإنسان في هذا.

بعض الناس عندهم هذا النفَس: كل شيء يهدي الثواب فيه للآخرين، وكأنه سيعيش عمر نوح، طيب كما أن غيرك محتاج للثواب، أنت أيضًا محتاج للثواب.

ينبغي يا إخوان الإنسان ألا يبالغ في هذه المسائل: مسألة إهداء ثواب القُرَب، لا يبالغ فيها كل عمل يعمله يهدي ثوابه، أو يشرك معه غيره، هذا كله غير صحيح، ولـم يعهد هذا ولـم يؤثر عن السلف الصالح.

مواد ذات صلة