الرئيسية/فتاوى/نصيحة لمن يتتبع زلات العلماء
|categories

نصيحة لمن يتتبع زلات العلماء

مشاهدة من الموقع

السؤال

نريد منك نصيحة لمن يتبع زلة بعض العلماء، أو التصنيف، أو الإثارة، ونحو ذلك؟

الجواب

من يفعل ذلك يتتبَّع الزلات، ويشتغل بالتصنيف، وقيل وقال، وفلانٌ فيه كذا، هذا يُـحرم بركة العلم، تُنزع البركة من علمه، ويقسو قلبه، ولا يحصل منه النفع، وإنما يبقى يدور في حلقة مُفرغة: في فلان وعلَّان وتصنيف فلان، وقال فلان، يعيش على هذا المنهج، وربَّـما يكسب بسبب ذلك ذنوبًا عظيمةً بسبب الطعن في الأعراض، وقذف الأبرياء، والوقوع في الغيبة. 

وتأوُّل الإنسان فيما يتعلق بحقوق العباد لا ينفعه، هذه حقوق عباد مبناها على المشاحَّة، هذا الذي قد قذفته بـما هو منه براء سيأخذ منك يوم القيامة حسنات، فإن لـم تكن لك حسنات أُخِذ من سيئاته وطُرحت عليك: إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ [النور:23]، فالذي يقذف إنسانًا بريئًا يستحق هذا الوعيد الشديد، خاصة إذا كان هذا المقذوف إنسانًا غافلًا، فيأتي إنسان ويقذفه، ويُصنفه بأنه كذا، وأنه كذا، فإنه يستحق هذا الوعيد العظيم: من أنه يُلعن في الدنيا والآخرة، وله عذابٌ عظيمٌ.

ومعنى اللعن يعني: الطرد والإبعاد عن رحمة اللّه؛ ولذلك تجد أن هذا الشخص غير موفق حتى في دُنياه، كلما طرق بابًا لـم يجد فيه توفيقًا؛ لأنه مطرودٌ من رحمة اللّه، قد لُعِن بسبب قذفه للأبرياء: إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلاتِ الْمُؤْمِنَاتِ، تقذف لك غافلًا مؤمنًا، ليس بالضرورة أن يكون قذفًا بالزنا، بأي وصفٍ يكرهه، وهو منه بريء، وإذا كان هذا بريء وغافل، فالقاذف يستحق اللعنة في الدنيا والآخرة، والطرد من رحمة اللّه ​​​​​​​، وهذا من أشد ما يكون من الوعيد، فضلًا عن الغيبة، وعن الأمور المـحرمة التي تقع من هذا الذي يسلك هذا المسلك.

لهذا فهذا المسلك خطير، ويـمحق بركة العلم، ويجعل الإنسان يعيش تعيسًا غير موفق، هل تجد إنسانًا يسلك هذا المسلك هو موفقٌ في حياته، وسعيدٌ في حياته، وله القبول عند الناس؟! 

ما وجدنا أحدًا، إنـما تجد من يسلك هذا المسلك الناس تذمُّه وتبغضه وتكرهه، ووضعت له البغضاء في الأرض، وأيضًا لا يجد التوفيق في حياته، وهذا جزاءٌ مُعجَّلٌ في الدنيا، فضلًا عن العذاب العظيم في الآخرة.

فعلى المسلم أن يكون عفيف اللسان فيما يتعلق بالأعراض، خاصةً أعراض العلماء، وأعراض طلبة العلم، قد يكون هذا الذي تقذفه وليًّا من أولياء اللّـه ​​​​​​​، اللّـه تعالى يقول في الحديث القدسي: من عادى لي وليَّا فقد آذنته بالحرب [1] يعني: أنك تكون محاربًا للّـه، وإذا كنت محاربًا للّـه توقع أن أي مصيبة تأتيك من أي شيء؛ لأنك فتحت جبهة حرب، لكن مع من؟! مع رب العالمين، بسبب أذيتك لهذا الإنسان الذي قد يكون من أولياء اللّـه ​​​​​​.

ولهذا فعلى المسلم أن يبتعد عن هذه المسالك وهذه المناهج، وأن ينشغل بالعلم، ويرتبط بكبار أهل العلم، ولا يشغل نفسه بـمثل هذه الأقوال، ومثل هذه التصنيفات.

الحاشية السفلية

الحاشية السفلية
^1 رواه البخاري: 6502.
مواد ذات صلة