الرئيسية/فتاوى/هل الجلوس في المسجد للدعاء يوم عرفة بدعة؟
|categories

هل الجلوس في المسجد للدعاء يوم عرفة بدعة؟

مشاهدة من الموقع

السؤال

ما أثير اليوم حول قضية يوم عرفة، ويوم الجمعة، والجلوس في المسجد والدعاء، مشروعيتها، وبعضهم قال: بدعة، التفصيل في هذا والتوضيح في هذا، تحرير المسألة؟

الجواب

هذا يسميه الفقهاء: التعريف، يوم عرفة، وهذا قسمٌ منه مـمنوع، وقسمٌ جائز:

  • القسم الممنوع: ما كان يُفعل قديـمًا –كان يُفعل في بعض الأماكن- بأن يلبس الناس إحراماتهميلبسون ملابس الإحرام- ويدخلون المسجد، ويتشبَّهون بالحجاج، وربَّـما بعضهم يُلبِّـي، فهذا لا أصل له، هذا العمل عملٌ غير مشروع.
  • القسم الجائز: أن الناس بعد صلاة العصر يوم عرفة يجلسون في المسجد، يذكرون اللّـه ​​​​​​​، ويدعون اللّـه تعالى، ويقرؤون القرآن، هذا لا بأس به؛ لأن هذا وقتٌ فاضلٌ، هو من العشر من عشر ذي الحجة التي هي أعظم الأيام عند اللّـه ​​​​​​​، وأيضًا هو من انتظار الصلاة بعد الصلاة، الذي قال عنه النبي : ألا أنبِّئكم ما يرفع اللّـه به الدرجات، ويـمحو به الخطايا؟ إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخُطَى إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط، فذلكم الرباط [1].

فالبقاء في المسجد عصر يوم عرفة للدعاء وللذكر وتلاوة القرآن، ونحو ذلك، لا بأس به، هذا أمرٌ طيِّب، ولا بأس به، ولا يقال: إنه بدعة.

والإمام أحمد رحمه اللّه لـمَّا سئل عن ذلك، قال: “لا أنكر على من فعله ولا أفعله”، هذا كان رأي الإمام أحمد رحمه اللّـه تعالى.

فكان الإمام أحمد لا ينكر على من يفعل ذلك باعتباره عملًا صالحًا، إنسان أتى للمسجد يذكر اللّـه ​​​​​​​، يدعو اللّـه تعالى، لا يُنكر عليه، لكن الإمام أحمد يقول: “إني لا أفعله” يعني: خشية أن يُفهم أنـها سنة مستقلة، هي ليست سنة مستقلة.

إذا جلس الإنسان في المسجد بعد العصر، سواءً كان في يوم عرفة، أو في غير يوم عرفة، يذكر اللّـه ​​​​​​​ ويدعوه، ويقرأ القرآن، لا بأس بذلك، خاصةً إذا وافق هذا هذه الأيام الفاضلة، ووافق يوم عرفة، ووافق أيضًا عصر الجمعة، فاجتمعت في هذا الوقت عدة فضائل.

فلذلك أقول: إنه لا بأس بالجلوس في المسجد عصر يوم عرفة، والتعرُّض لنفحات اللّه ​​​​​​​، والدعاء، والذكر، وتلاوة القرآن، كل هذا لا بأس به، وقد رُوي ذلك عن ابن عباسٍ رضي اللّـه عنهما، ورُوي عن عمرو بن حُريث، يعني: هذا كان في زمن الصحابة ، فهذا لا بأس به.

إنـما الذي يُنكر ما كان يُفعل قديـمًا من أن بعض الناس يلبسون ملابس الإحرام، ويدخلون في المسجد، وبعضهم يلبِّـي، ويتشبَّهون بالحجاج، هذا هو الذي لا أصل له، أما مـجرَّد الجلوس في المسجد للدعاء وللذكر، فلا بأس به.

الحاشية السفلية

الحاشية السفلية
^1 رواه مسلم: 251.
مواد ذات صلة