هل يجب على العاجز عن الحج أن ينيب من يحج عنه؟

الحمد للّـه رب العالمين، وصلى اللّـه وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه، ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين، أما بعد:

فمثل هذا السؤال مـمَّا يحزن الإنسان، أن الإنسان يكون قادرًا على الحج، ثم يؤخر الحج حتى يأتي ظرف لا يستطيع معه الحج فيندم؛ ولذلك مَن كان قادرًا على الحج فينبغي له أن يبادر، فإن الإنسان لا يدري ما يعرض له: وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا [لقمان:34].

وبخصوص الإجابة عن هذا السؤال نقول: إذا كان الآن عاجزًا عن الحج عجزًا كليًّا، بحيث أنه لا يؤمل أنه يستطيع أن يحج مستقبلًا، كأن يكون مثلًا كبيرًا في السن، أو أن يكون مريضًا مرضًا لا يُرجى برؤه، وكان قادرًا ماليًّا، فهنا يجب عليه أن ينيب من يحج عنه.

وأما إذا كان يـمكن في المستقبل أن يستطيع الحج، يعني: عنده الآن ضائقة مالية، لكن ما يدري ربَّـما أن اللّـه تعالى يغنيه في المستقبل، فيصبح قادرًا على الحج، فهنا لا ينيب من يحج عنه، وإنـما ينتظر حتى ييسر اللّـه تعالى له الحج فيحج.

ومع ذلك أيضًا يكتب في وصيته: أن اللّـه تعالى إذا قدَّر عليه الموت أن يُحجَّ عنه؛ لأنه كان قادرًا فيما سبق على الحج، وفرط ولـم يحج، لكن هو الآن ليس عجزه عجزًا دائمًا، يعني: عنده ضائقة مالية، ويرجو أن تنفرج، هنا لا ينيب من يحج عنه، بل ينتظر، أو عنده مرض يرجى برؤه، هنا لا ينيب من يحج عنه، بل ينتظر، حتى يحج هو بنفسه مستقبلًا.