الرئيسية/فتاوى/هل تعبير الرؤى قطعي أو ظني؟
|categories

هل تعبير الرؤى قطعي أو ظني؟

مشاهدة من الموقع

السؤال

هل تعبير الرؤى قطعي أو ظني؟

الجواب

تعبير الرؤى ظني، وليس قطعيًّا، ويوسف عليه السلام الذي أعطاه اللّـه تعالى علم التعبير، ومع ذلك يقول اللّـه عنه: وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِنْهُمَا اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ [يوسف:42]؛ فالتعبير غاية ما يفيد الظن، وليس القطع، إذا كان هذا يوسف عليه السلام يقول هذا، ما بالك بغيره؟!

ولهذا أبو بكر كان من الصحابة المشهورين بتعبير الرؤى، فلـمَّا أتى رجل للنبي عليه الصلاة والسلام وقال: إني رأيت رؤيا، قال: “بأبي وأمي دعني أعبِّـرها” فعبَّـرها أبو بكر ، ثـمّ قال: يا رسول اللّـه، هل أصبت؟ قال: أصبت بعضًا، وأخطأت بعضًا [1].

وهو أبو بكر الصديق! مشهورٌ بالتعبير، وأفضل الصحابة، ومع ذلك قال: أصبت بعضًا، وأخطأت بعضًا فتعبير الرؤى ليس مقطوعًا به، وإنـما هو ظني.

ولهذا أعجب من بعض المعبِّـرين الذين يعبرون بالقطع، فالذي يعبِّـر بالقطع دليلٌ على أنه ليس من الحاذقين في علم التعبير، وإنـما ينبغي أن يكون المعبر متواضعًا للحق وللخلق، يقول مثلًا: إن صدقت رؤياك فلعله يحصل كذا وكذا من غير قطع.

ولهذا تذكرون: لـمَّا أتت كورونا قام بعض المعبِّـرين وقال: إن كورونا سترتفع في 22 رمضان بسبب رؤيا رآها أحد الناس، فأتى 22 رمضان، وأتى بعد 22 رمضان، وسيأتي بعدها وكورونا لـم ترتفع، ولا تزال إلى الآن لـم ترتفع ارتفاعًا كاملًا، ما موقف هذا المعبِّـر أمام الناس؟! فالناس يقولون: فلان يقول: إنـها سترتفع في هذا التاريخ، ويترقبون له، ثـمّ أتى هذا التاريخ ولـَم يحصل شيئًا من هذا؛ فلماذا تضع نفسك في هذا الموقف؟!

فمثل القطع بأرقام، والقطع بتعبير رؤى؛ هذا يدل على أن هذا ليس حاذقًا في علم التعبير، يدل على جهله في هذا الباب.

ولذلك المعبِّـر الحاذق لا يقطع، وإنـما يأتي به على سبيل الظن، وعلى سبيل التواضع، وأيضًا يقدم لها بـمقدمة يقول: إن صدقت رؤياك فربـما يحصل كذا وكذا، هذا هو المطلوب في تعبير الرؤى من غير أن يقطع بذلك.

فإذًا: تفيد الظن ولا تفيد القطع.

الحاشية السفلية

الحاشية السفلية
^1 رواه البخاري: 7046، ومسلم: 2269.
مواد ذات صلة