هل يصدق قوله من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه [1] على من قام بعض ليالي رمضان؟
الحاشية السفلية
^1 | رواه البخاري: 37، ومسلم: 759. |
---|
مشاهدة من الموقع
السؤال
الجواب
ظاهر الحديث أنه لا يصدق عليه؛ لأنه عليه الصلاة والسلام قال: من قام رمضان فإن ظاهره: أنه من قام جميع ليالي رمضان.
ولذلك ينبغي للمسلم أن يحرص على أن يقوم جميع الليالي، وألا ينصرف حتى ينصرف الإمام من آخر ركعة؛ لأنه من قام مع الإمام حتى ينصرف كُتب له قيام ليلة، وهذا من فضل اللّـه ، ومن رحمته بعباده، إذا قمت مع الإمام حتى يسلم من الركعة الأخيرة، يكتب لك أجر قيام ليلة، كأنك قمت ليلة كاملة.
وقال النبي ذلك لأنه لـمَّا صلى ببعض أصحابه إلى منتصف الليل، قالوا: يا رسول اللّـه، لو نفَّلتنا بقية ليلتنا هذه، قال: إنه من قام مع الإمام حتى ينصرف، كُتب له أجر قيام ليلة [1].
وهذا يدل على أنه من قام مع الإمام حتى يسلم من الركعة الأخيرة، يُكتب له أجر قيام ليلةٍ كاملة، وهذا الفضل يحرم منه بعض الناس الذين إما أنَّـهم لا يقومون مع الإمام، أو أنَّـهم يصلون بعض الركعات ثم ينصرفون، فيحرمون أنفسهم هذا الفضل.
فاحرص يا أخي المسلم على أن تقوم مع الإمام إلى آخر ركعة، إلى أن يسلّم من الركعة الأخيرة، حتى يكتب لك أجر قيام ليلة، وقرِّر من أول رمضان أنك تقوم جميع ليالي رمضان، إذا اتخذت هذا القرار، هذا مـمَّا يعينك على تحقيق هذا الأمر؛ لأن من لـم يفعل ذلك ربَّـما يأتيه الكسل، يتحمس في أول الشهر، ثم يفتر بعد ذلك.
فينبغي أن تكون عند المسلم عزيـمة، كان النبي يقول: اللهم إني أسألك العزيـمة على الرشد [2]، وأن يكون كلما أتى رمضان يكون إلى اللّـه أقرب، فينبغي أن نُري اللّـه تعالى من أنفسنا خيرًا، وأن تكون حالنا في هذا الشهر المبارك أفضل من حالنا في الأعوام الماضية؛ لأن الإنسان كلما تقدم به العمر ينبغي أن يكون إلى اللّـه أقرب.