logo
الرئيسية/فتاوى/هل يجب طاعة الأب إذا أمر بقطيعة الرحم؟

هل يجب طاعة الأب إذا أمر بقطيعة الرحم؟

مشاهدة من الموقع

السؤال

أمرني أبي أن أقطع الرحم مع أختي الشقيقة، لكنني كنت أصل الرحم مع أختي سرًّا، ثم اكتشف ذلك أبي فقطع الصلة بي؟

الجواب

الذي فعلتَه هو الصحيح، أنك لم تُطِع أباك فيما أمرك به من معصية الله، والأب هو الذي يأثم بذلك، الأب أمرك بمعصية الله فلم تستجب له، الأب قطع رحمه بك، فهذا لا يحل للأب، وهو الذي يتحمل الإثم، وعليه أن يتقي الله ، ولا يجوز له أن يأمر ابنه بقطيعة الرحم، ولكن مع ذلك أنصح الابن بأن يصبر على أبيه، وأن يصله ولو قطعه أبوه؛ لأن الله تعالى قال: وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا لكن وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا [لقمان:15]، فَصِلْه ولو قطعك، والله تعالى لما أمر ببر الوالدين في قوله: وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا [الإسراء:23]؛ قال بعد ذلك: رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا [الإسراء:25]، وهذه الآية فيها سلوةٌ لمن كان يريد أن يبر بوالديه ولا يستطيع أو يصعب عليه؛ بسبب شدةٍ في أخلاق أبيه أو أمه، الله أعلم بما في نفسك، رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ [الإسراء:25]، أنت تريد الإصلاح، تريد البر، تريد الخير، لكن أباك وأمك حجباك عن ذلك، فالله تعالى أعلم، رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا [الإسراء:25].

فنقول: اجتهد في أن تبر بأبيك، وأن تصبر عليه، لكن لا يجوز لك أن تطيعه فيما أمرك به من قطيعة الرحم.

مواد ذات صلة
zh