هل يجوز جمع الصلاة في حال الضباب الشديد في القرى والطرقات؟
مشاهدة من الموقع
السؤال
هل يجوز جمع الصلاة في حال الضباب الشديد في القرى والطرقات؟
الجواب
أما لو كان مسافرًا -لأنه قال: في الطرقات- لو كان مسافرًا؛ فأصلًا يجوز له الجمع ولو من غير ضبابٍ، إذا كانت مسافة السفر (80 كيلو) فأكثر؛ فله الجمع والقصر.
أما إذا لم يكن مسافرًا؛ فالضباب ليس عذرًا، لا يجوز الجمع لأجل الضباب، ولا لأجل الغبار، ولا لأجل شدة البرد، هذه كلها أمورٌ يمكن التغلب عليها، والأصل أن الصلاة تصلَّى في وقتها، هذا هو الأصل، إلا إذا وجد حرجٌ غير معتادٍ، فيجوز الجمع لأجل ذلك الحرج، أما وجود الحرج المعتاد فهذا لا يبيح الجمع؛ ولهذا شدة البرد كانت في عهد النبي عليه الصلاة والسلام، كان يأتي المدينة بردٌ شديدٌ، أشد من البرد الذي يأتينا، وكثيرٌ من الصحابة ليس له إلا ثوبٌ واحدٌ فقط، إزارٌ أو رداءٌ، إزارٌ وأحيانًا معه رداءٌ، وأحيانًا لا يكون معه رداءٌ.
قال جابرٌ : وأيُّنا كان له ثوبان على عهد النبي عليه الصلاة والسلام؟[1] قليلٌ الذي كان له ثوبان، ومع ذلك لم يُنقل عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه جمع لأجل شدة البرد ولو لمرةٍ واحدةٍ.
فيلاحظ تساهلٌ على بعض الناس في الجمع، هذا لا يجوز، خاصةً إذا كان إمام مسجدٍ، هو مؤتمنٌ، وشرط الوقت آكد شروط الصلاة، هذا من الأمور المحكمة، لا يجوز له أن يجمع إلا بسببٍ واضحٍ كالشمس يبيح له الجمع، أما التساهل الذي نلحظه من بعض أئمة المساجد فهذا لا يجوز، حتى إنه بلغني هنا في مدينة الرياض أن أحد أئمة المساجد جمع لأجل شدة البرد، هذا من التساهل، وهذا ينبغي أن يناصح، فإن لم يستجب؛ تبلغ عنه الوزارة؛ لأن هذا ليس مؤهلًا لأن يؤم الناس في المسجد.
والأمور العامة لا يعتمد الإنسان فيها على اجتهاداته الشخصية، الأمور العامة يعتمد فيها على فتوى كبار علماء البلد، أما الأمور الشخصية فهذا هو شأنه، لكن الأمر يتعلق بالناس، لا يطبق اجتهاداته الشخصية؛ لأنه قد يخطئ في هذه الاجتهادات؛ ولهذا يسبب الإرباك للناس.
فإذنْ: لا يكون الجمع إلا عند وجود الحرج الظاهر، الحرج غير المعتاد.
الحاشية السفلية
^1 | رواه البخاري: 352. |
---|