الرئيسية/فتاوى/ما صفة الطواف؟ وماذا يُقال فيه؟
|categories

ما صفة الطواف؟ وماذا يُقال فيه؟

مشاهدة من الموقع

السؤال

كثير من الناس يجهل ما يقال في الطواف، أو كيف يبدأ الطواف؟ كيف يشير؟ وهل يُقبِّل يده؟ وغير ذلك من المسائل.

الجواب

الحمد للّـه رب العالمين، وصلى اللّـه وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه، ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين.

أما بعد:

فالطواف عبادة عظيمة، والمسلم يطوف بـهذا البيت العتيق بأمر اللّـه ​​​​​​​، ويطوف سبعة أشواط، والطواف يبتدئ من الحجر الأسود، يجعل الكعبة عن يساره، ولو لـم يتكلم في الطواف لكان طوافه صحيحًا، لكن السنة أن يدعو، والدعاء هنا بـما يحضره من خيري الدنيا والآخرة، ولـم يُحفظ عن النبي في الطواف دعاءٌ معين، إلا ما بين الركن اليماني والحجر الأسود، فيقول: ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار [1]، وما عدا ذلك فلـم يُحفظ عن النبي عليه الصلاة والسلام دعاءٌ معينٌ.

ولهذا ما يُوجد في بعض الكتيبات: دعاء الشوط الأول، دعاء الشوط الثاني، دعاء الشوط الثالث، هذا كله لا أصل له.

نقول: اترك هذه الكتيبات، ادع اللّـه تعالى بـما يحضرك من خيري الدنيا والآخرة.

وبعض الناس يقول: لا أعرف، وهذا قد قاله أحد الناس للنبي عليه الصلاة والسلام، حيث قال: “يا رسول اللّـه، علمني دعاءً أدعو به، فإني لا أحسن دندنتك ولا دندنة معاذ” فقال: ماذا تقول؟ قال: أسأل اللّـه الجنة، وأستعيذ باللّـه من النار، قال النبي عليه الصلاة والسلام: حولها ندندن [2]؛ يعني: يكفي أن تسأل اللّـه الجنة، وتستعيذ باللّـه من النار، وتسأل اللّـه المغفرة والرحمة، ونحو ذلك مـمَّا يحضرك من خيري الدنيا والآخرة.

السنة -لمن تيسر له- استلام الحجر الأسود وتقبيله، هذا هو الأفضل والأكمل، لكن معظم الحجاج الآن لا يتيسر لهم هذا؛ لأن أعداد الحجيج كثيرةٌ جدًّا، فلا يتيسر لمعظم الحجاج ربَّـما 99% أو أكثر، لا يتيسر لهم تقبيل الحجر الأسود، فإذا لـم يتيسر فيشير الطائف بيده اليمنى هكذا، عندما يـمر عند الحجر الأسود، ويقول: اللّـه أكبر، إشارةً فقط، بدون أن يُقبِّل يده، لكن لو أنه كان بيده عصا أو محجن أو نحوه، واستلم الحجر الأسود بعصاه، له أن يقبل هذه العصا؛ لما جاء في صحيح مسلم حديث أبي الطفيل: “أن النبي لـمَّا طاف على بعيره جعل يستلم الحجر الأسود بعصا، ويُقبِّل العصا” [3]؛ لأنه عليه الصلاة والسلام لـمَّا حج حجة الوداع، حج معه قرابة مائة ألف، أعداد كبيرة، وتصوّر مائة ألف كلٌ يريد أن يتأسى ويقتدي بالنبي عليه الصلاة والسلام، وأن يكون قريبًا منه، فلـمَّا بدأ النبي عليه الصلاة والسلام الطواف غشاه الناس، فما استطاع أن يكمل، دعا ببعيره فركبه، وأكمل بقية الطواف على بعيره، كان عليه الصلاة والسلام إذا مر بالحجر الأسود أشار بعصاه، ثم قبَّل العصا.

فيكون إذًا: هناك ثلاث سنن عند الحجر الأسود:

  • السنة الأولى: استلام الحجر الأسود، وتقبيله.
  • السنة الثانية: أن يشير إليه بعصا، ونحوه، ويُقبِّلها، وهذه في الوقت الحاضر غير متيسر.
  • السنة الثالثة، وهي ربَّـما المتيسرة للأكثر، وهو: أنه يشير للحجر الأسود بيده، قائلًا: اللّـه أكبر.

المقدم: بيدٍ واحدة؟

الشيخ: بيدٍ واحدة، باليد اليمنى، قائلًا: اللّـه أكبر، من غير زيادة: باسم اللّـه؛ لأن باسم اللّـه لـم تثبت عن النبي .

المقدم: لا في البداية ولا غيره، فقط اللّـه أكبر؟

الشيخ: نعم، اللّـه أكبر فقط.

المقدم: هل يكبر في الشوط السابع؟

الشيخ: هذه المسألة محل خلاف بين العلماء، ومنشأ الخلاف: هل التكبير لأجل أنه بداية شوط، أو لأجل محاذاة الحجر؟ وقلنا: لأجل أنه بداية شوط، معنى ذلك: أنه لا يكبر في نـهاية الشوط السابع، فتكون سبع تكبيرات، إذا قلنا: أن التكبير لأجل محاذاة الحجر، فمعنى ذلك: أنه يكبر في نـهاية الشوط السابع، فتكون ثمان تكبيرات.

والأقرب أنه لأجل محاذاة الحجر، كلما حاذى الحجر كبَّر، فتكون ثمان تكبيرات.

فبقي الركن اليماني: فالركن اليماني ورد فيه سنة واحدة فقط، وهي: استلامه من غير تقبيل، فإن تيسر للطائف أن يستلمه استلمه، وإن لـم يتيسر مشى، ولـم يشر ولـم يكبِّـر.

أما بقية الأركان فلم يرد فيها شيء عن النبي عليه الصلاة والسلام.

الحاشية السفلية

الحاشية السفلية
^1 رواه أحمد: 15399، والنسائي في السنن الكبرى: 3920، وابن حبان: 3826.
^2 رواه أبو داود: 792، وابن ماجه: 910، وأحمد: 15898، وابن حبان: 868.
^3 بنحوه رواه مسلم: 1275.
مواد ذات صلة