الرئيسية/فتاوى/حكم اقتناء المجسمات التي تشبه ذوات الأرواح
|categories

حكم اقتناء المجسمات التي تشبه ذوات الأرواح

مشاهدة من الموقع

السؤال

ما ينتشر خاصةً في عيد الأضحى، تكون هناك بعض التحف التي توضع كهدايا، يكون عليها مثلًا شيء من الحلوى، حتى توضع في البيوت، حتى تحف على شكل خروف، بعضها يكون شكل رأس، وشيء من الجسم، ثـمّ بعد ذلك يكون هناك صحن، أو أنه يكون بجسمه كاملًا.

فيقول: مثل هذه المـجسَّمات التي على أشكال ذوات أرواح، هل يجوز شراؤها واقتناؤها؟

الجواب

هذه من الصور المـحرمة، فإن فيها مضاهاةً لخلق اللّـه ، والصور المـحرمة: هي ما تحققت فيها علة المضاهاة لخلق اللّـه، واللّـه ​​​​​​​ يقول في الحديث القدسي: ومن أظلم مـمن ذهب يخلق كخلقي؟! [1]، وقال: أشد الناس عذابًا يوم القيامة الذين يُضاهون بخلق الله [2]، فعِلّة النهي عن التصوير المنصوص عليها والمـجمع عليها هي المضاهاة، يعني: محاكاة لخلق اللّـه ؛ ولهذا قال: فليخلقوا حبةً، فليخلقوا شعيرةً [3].

والمُضاهاة لخلق اللّـه تتحقق في هذه التماثيل التي تكون لذوات الأرواح، سواءً كانت لآدميين أو لحيوانات، فكل تـمثال لشيءٍ من ذوات الأرواح فإنه محرم، والنبي عليه الصلاة والسلام يقول: أشد الناس عذابًا يوم القيامة المصورون [4]، ولعن النبي عليه الصلاة والسلام المصورين [5].

إنـما الذي وقع فيه الخلاف: الصور الفوتوغرافية، ومثل هذه الصور التليفزيونية، هذه ليس فيها مضاهاة لخلق اللّـه، هذه صورة الإنسان الحقيقية كما خلقه اللّـه، أشبه صورته في المرآة، فهذه غير داخلة أصلًا في الصورة المـحرمة؛ ولذلك كانت عندنا قديـمًا في المملكة تُسمى: عكس وعكوس، وهذا هو الوصف الأدق لها، فهي ليست صورة بالمعنى المـحرم.

إذن ما هي الصور التي بالمعنى المُـحرم؟

هي التي فيها مضاهاة ومحاكاة لخلق اللّـه ، وهذه الصور كما أن صنعها ورد فيه هذا الوعيد الشديد، أيضًا اقتناء هذه الصور لا يجوز، ووجود هذه الصورة -التمثال- في البيت يـمنع دخول الملائكة، كما قال عليه الصلاة والسلام: إن الملائكة لا تدخل بيتًا فيه صورةٌ ولا كلب [6].

فمن كانت في بيته صورة مجسَّمة لشيءٍ من ذوات الأرواح، سواءً كان آدميًّا أو حيوانًا، فوجود هذه الصورة في البيت يـمنع من دخول الملائكة لهذا البيت، والملائكة تدخل البيوت بالرحمة، فإذا لـم تدخل الملائكة بيت هذا الإنسان دخلته الشياطين وآذته، وربَّـما شجعت أيضًا على السحر وما يتعلق به، وأيضًا ربَّـما أزعجت من في البيت بالكوابيس، ونحو ذلك، والشياطين هم أعداء الإنسان، لا يريدون من الإنسان الخير، فكون البيت تدخله الملائكة وتحفه الملائكة، هذا يُعطيه شيئًا من السلام والطمأنينة.

وأما إذا كان لا يدخله إلا الشياطين، فيجعل هذا البيت غير مستقر، بل -كما ذكرت- يُعين على السحر والسحرة، وما يقوم به أهل الدَّجَل والشعوذة والسحر؛ ولذلك ينبغي إخراج هذه التماثيل من البيوت، وهكذا أيضًا الكلاب، لا تدخل الملائكة بيتًا فيه صورةٌ ولا كلب.

وما ذكره الأخ السائل الكريم هي صورة خروف، صورة لذوات الأرواح، فهذا الخروف من ذوات الأرواح، فهذه الصورة لا تجوز، لكن مَن وُجدتْ عنده ماذا يعمل؟

يطمس معالـم الوجه، فإذا طمس معالـم الوجه زال المـحظور الشرعي.

الحاشية السفلية

الحاشية السفلية
^1, ^3 رواه البخاري: 5953، ومسلم: 2111.
^2 رواه البخاري: 5954، ومسلم: 2107.
^4 رواه البخاري: 5950، ومسلم: 2109.
^5 رواه البخاري: 5347.
^6 رواه البخاري: 3225، ومسلم: 2106.
مواد ذات صلة