logo
الرئيسية/فتاوى/حكم قراءة الحائض من المصحف

حكم قراءة الحائض من المصحف

مشاهدة من الموقع

السؤال

تسأل عن قراءة الحائض من المصحف؟

الجواب

قراءة الحائض من المصحف لا بأس بها على القول الراجح، ومن منعها من أهل العلم اعتمد على أحاديث ضعيفةٍ لا تصح عن النبي ؛ فإن جميع الأحاديث المروية في نهي الحائض عن قراءة القرآن ضعيفةٌ؛ وعلى ذلك: تبقى الحائض كغيرها تقرأ القرآن.

ثم إن هذه المسألة من المسائل العظيمة التي تتعلق بنساء الأمة، ولو كانت الحائض ممنوعةً من قراءة القرآن الكريم؛ لبيَّنها النبي للناس بيانًا واضحًا واشتهر ذلك كما اشتهر منع الحائض من الصلاة ومن الصيام ومن الطواف، ثم إن النبي في حجة الوداع لما حاضت عائشة رضي الله عنها قال لها: افعلي ما يفعل الحاج غير ألا تطوفي بالبيت [1]، هذه رواية “الصحيحين”، وفي رواية أحمد بسندٍ صحيحٍ: ولا تصلي [2]، بل جاء في “صحيح البخاري” من حديث جابرٍ  قال: “فأمرها النبي أن تفعل ما يفعل الحاج، غير ألا تطوف بالبيت ولا تصلي” [3]، بهذا اللفظ.

فأمرها عليه الصلاة والسلام بأن تفعل جميع ما يفعله الحاج ما عدا أمرين:

  • الأمر الأول: الطواف.
  • والثاني: الصلاة.

ولا ريب أن قراءة القرآن من أفضل الأعمال الصالحة، ولو كانت ممنوعةً من قراءة القرآن؛ لبيَّن لها النبي ذلك، ولا يقول قائلٌ: إن المقام مقام تعليمها ما يتعلق بأمور الحج؛ بدليل أنه ذكر الصلاة، قال: غير ألا تطوفي بالبيت ولا تصلي، فذكر الصلاة، ولو كانت ممنوعةً من قراءة القرآن؛ لقال: ولا تقرئي القرآن.

وعلى ذلك: فالقول الراجح: أن الحائض يجوز لها أن تقرأ القرآن، لكن لا تمس المصحف مباشرةً، وإنما يكون ذلك من وراء حائلٍ؛ كأن تلبس مثلًا قفازين وتمس المصحف، أو تمس المصحف مثلًا من وراء عباءةٍ، أو نحو ذلك، فتمس المصحف من وراء حائلٍ، فإذا كانت تقرأ في المصحف من وراء حائلٍ، لا تمس المصحف، أو أنها تقرأ عن ظهر قلبٍ؛ فلا بأس بذلك، بل إن الحائض كغيرها في قراءة القرآن.

الحاشية السفلية

الحاشية السفلية
^1 رواه البخاري: 305، ومسلم: 1211.
^2 رواه أحمد كما في تغليق التعليق لابن حجر: 2/ 178، وأبو داود: 1786.
^3 رواه البخاري: 7230.
مواد ذات صلة
zh