حكم صلاة العصر خلف من يصلي المغرب

أولًا: نوجه للأخ الكريم النصيحة: لماذا تؤخر صلاة العصر؟ فإن قال: النوم، نقول: النوم إذا أردت أن تنام بعد صلاة العصر، أو أردت أن تنام قبل صلاة العصر؛ عليك أن تتخذ الوسائل التي توقظك لصلاة العصر، ومن ذلك: المنبه، ومن ذلك: أن تطلب من أحدٍ من الناس أن يوقظك، فلا بد أن تتخذ وسائل توقظك لصلاة العصر، أما أن تنام من قبل صلاة العصر، ولا تستيقظ إلا عند صلاة المغرب، فهذا يشعر بتفريطٍ كبيرٍ إذا كنت فعلت ذلك عمدًا؛ فقد وقعت في كبيرة من كبائر الذنوب، النبي  يقول: من ترك صلاة العصر حبط عمله ^[1]، ويقول: من ترك صلاة العصر فكأنما وُتِر أهلَه وماله ^[2]، وصلاة العصر هي الصلاة الوسطى، وهي أفضل الصلوات الخمس: حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى [البقرة:238].

فإذا كنت متعمدًا لذلك؛ فعليك أولًا التوبة إلى الله ​​​​​​​؛ وذلك بالندم على ما حصل منك، والعزم على ألا تعود إليه مرةً أخرى، والإقلاع عن المعصية.

لكن لو أنك اتخذت الوسائل، وضعت المنبه، لكن رغمًا عنك غلبك النوم، وأنت حريصٌ على أن تستيقظ، وتصلي صلاة العصر مع الجماعة في المسجد، لكن رغمًا عنك غلبك النوم؛ فهنا لا حرج عليك ولا إثم عليك؛ لأنك فعلت الوسائل، والله تعالى يقول: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ [التغابن:16].

وعلى ذلك: لو أتيت المسجد وهم يصلون صلاة المغرب، فتدخل معهم بنية العصر، فإذا سلم الإمام فإنك تقوم وتأتي بركعةٍ رابعةٍ، وعلى ذلك: فالإمام يصلي المغرب، وأنت تصلي خلفه العصر، ولا حرج في اختلاف النية في هذه الحال، فتصلي معه العصر، وتقوم وتأتي بركعةٍ، ثم إذا سلم تقوم وتصلي صلاة المغرب بعد ذلك.