الرئيسية/فتاوى/حكم العمرة الرجبية وهل ثبت أن النبي ﷺ اعتمر في رجب؟
|categories

حكم العمرة الرجبية وهل ثبت أن النبي ﷺ اعتمر في رجب؟

مشاهدة من الموقع

السؤال

ما حكم العمرة الرجبية؟ وهل ثبت أن النبي  اعتمر في رجب؟

الجواب

تخصيص شهر رجب بالعمرة لا أصل له، ولم يثبت عن النبي أنه خصص شهر رجب بالعمرة، وإن كان قد رُوي عن ابن عمر رضي الله عنهما إلا أن عائشة رضي الله عنها استدركت عليه وقالت: “يرحم الله أبا عبدالرحمن، ما اعتمر النبي إلا في ذي القعدة، وما اعتمر في رجب قط” [1].

فالنبي لم يثبت عنه أنه خصَّ شهر رجب بالعمرة، فشهر رجب لا يُخصُّ بالعمرة، ولا يُخص بصلاة، ولا يُخص بصيام، وإنما هو كغيره من الشهور، إلا أنه أحد الأشهر الحرم الأربعة التي قال الله عنها: إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ [التوبة:36]، فهو أحد الأشهر الحُرم الأربعة، لكنه لا يجوز تخصيصه لا بصلاة، ولا بصيام، ولا بعمرة، ولا بعمل صالح؛ لأن التخصيص يحتاج إلى دليل، ومن خصص زمنًا معينًا بعبادة معينة معتقدًا سُنية ذلك، فقد وقع في البدعة الإضافية؛ لأن هذا التخصيص يحتاج إلى دليل، والأصل في العبادات التوقيف، إلا ما ورد الدليل بمشروعيته.

ونحن نعبد الله كما أراد الله ​​​​​​​، لا كما أردنا، نعبد الله تعالى كما يريد الله تعالى، نحن نعرف مراد الله بالدليل من الكتاب والسنة، وفهم السلف الصالح، نعرف ذلك بهذه الأمور، فالإنسان لا يستحسن بعقله ويفعل العبادات بناء على الاستحسان العقلي، الاستحسان العقلي هو أصل البدع، وإنما العبادات المرجع فيها للدليل من الكتاب والسنة، ولم يثبت تخصيص شهر رجب بعبادة من العبادات.

وقد صنف الحافظ ابن حجر رسالة سماها “تبيين العجب بما ورد في شهر رجب” وخرج بنتيجة وهي: أنه لم يثبت تخصيص شهر رجب بعبادة من العبادات.

الحاشية السفلية

الحاشية السفلية
^1 رواه البخاري: 4254.
مواد ذات صلة