الرئيسية/فتاوى/هل لشهر رجب فضائل خاصة؟
|categories

هل لشهر رجب فضائل خاصة؟

مشاهدة من الموقع

السؤال

يسأل عن شهر رجب هل لهذا الشهر فضائل غير أنه من أشهر الله الحرم؟

الجواب

لم يثبت في فضل شهر رجب شيء إلا كونه من الأشهر الحرم فقط، والأشهر الحرم ثلاث متواليات وهي: ذو القعدة وذو الحجة ومحرم، ورجب هذا منفرد، فهو من الأشهر الحرم.

وأما تخصيصه بعبادة من العبادات فلم يثبت فيه شيء عن النبي فلا يشرع أن يخصَّ بصلاة؛ ولذلك تخصيص بعض الناس له بالصلاة الرجبية، وتخصيص بعضهم أول جمعة في رجب بالعمرة هذا من البدع، وكذلك تخصيص أيضًا رجب بالصيام هذا أيضًا من البدع، حتى تخصيص رجب بالعمرة لم يثبت فيه شيء، وقد رُوي عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: “إن النبي اعتمر في شهر رجب”، فأنكرت عليه عائشة رضي الله عنها وقالت: “يرحم الله أبا عبدالرحمن، ما اعتمر النبي عليه الصلاة والسلام إلا في ذي القعدة” [1].

فقالت عائشة رضي الله عنها هذا، وابن عمر رضي الله عنهما ساكت، فكأنه رجع إلى قولها، إذا لا يجوز تخصيص رجب بأية عبادة من العبادات، وإنما هو شهر كسائر الشهور.

وقد صنف الحافظ ابن حجر العسقلاني رسالة في هذا، سماها (تبيين العجب بما ورد في شهر رجب) وخلص إلى أنه لا يثبت في شهر رجب شيء معين، فلا يخص بعبادة من العبادات، والإنسان يعبد الله تعالى كما شرع الله، وليس كما يستحسنه هو بعقله، وأصل البدع قائم على استحسان العقل، وكل البدع قائم على استحسان العقل، يستحسن العقل شيء ويفعله، فالعبادات مبناها على التوقيف، وعلى الدليل من الكتاب والسنة، إذا لم يوجد دليل من الكتاب والسنة، فالأصل فيها الحظر والمنع؛ ولهذا عند أهل العلم قاعدة وهي: على أن الأصل في العبادات الحظر والمنع إلا ما ورد الدليل بمشروعيته، وهذا بخلاف المعاملات، فإن الأصل فيها الحلُّ والإباحة إلا ما ورد الدليل بتحريمه،

فالعبادات إذًا نقول: الأصل عدم المشروعية إلا ما ورد الدليل بمشروعيته، فمن قال: إن شهر رجب يُخصُّ بصلاة أو بصيام، أو بعمرة أو بأي عبادة، نقول: أين الدليل؟ كل الأحاديث المروية في ذلك ضعيفة، ولا تصح من جهة الصناعة الحديثية، وعلى ذلك فنتمسك بالأصل، فالأصل هو عدم المشروعية، وعلى ذلك فشهر رجب كغيره من الشهور إلا فقط أنه من الأشهر الحرم.

الحاشية السفلية

الحاشية السفلية
^1 رواه البخاري: 4254.
مواد ذات صلة