هل ورد شيءٌ في السنة يدل على أن الإنسان يشعر بقرب أجله؟
مشاهدة من الموقع
السؤال
هل ورد شيءٌ في السنة يدل على أن الإنسان يشعر بقرب أجله؟
الجواب
لا أعلم أنه ورد في ذلك شيء، والواقع يؤيده: نجد أن كثيرًا من الناس يصبح وما خطر بباله الموت، ولا بنسبة 1% ثم يـموت، ويـمسي في عداد الأموات، يأتي حادث سيارة أو سكتة قلبية، أو نحو ذلك، فيموت فجأة، فالواقع يؤيد هذا أيضًا.
ولكن بعض الناس قد يشعرون بدنو الأجل بالرؤى، بأن يرى رؤيا أو تُرى رؤيا، فيشعر بذلك، يعني: ليس هناك طريق لمعرفة قرب دنو الأجل إلا عن طريق الرؤى، كما قال عليه الصلاة والسلام: إنه لـم يبق بعد النبوَّة إلا المبشرات، قالوا: وما هي يا رسول اللّـه؟ قال: الرؤيا الصالحة يراها المسلم، أو تُرى له [1]؛ فيمكن عن طريق الرؤى أن يشعر الإنسان بدنو أجله، بأن يرى رؤيا يُعبِّـرها أو تُعبَّـر له، أو تُرى رؤيا تُعبَـر بقرب دنو أجل ذلك الإنسان، وما عدا ذلك ليس هناك ما يدل على أن الإنسان يشعر بدنو أجله أبدًا؛ لأن هذا من أمور الغيب، واللّـه تعالى يقول: قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ [النمل:65]، وكل من ادَّعى علم الغيب فهو كذَّابٌ أشِرْ، لا أحد يعلم الغيب إلا اللّـه .
فالأجل هو من علم الغيب، واللّـه تعالى يقول: وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ [لقمان:34]، وإذا كانتْ لا تدري بأي أرضٍ تـموت؛ فإنـها لا تدري بأي زمنٍ تـموت من باب أولى.
إذًا ليس هناك طريقة لشعور الإنسان بدنو أجله إلا عن طريق الرؤى فقط، وما عدا ذلك، فلا أعلم شيئًا يدل على أن الإنسان ربَّـما يشعر بدنو أجله.
ربَّـما أحيانًا يصادق أنه يتصرَّف تصرفات، وأهله يتذكرون هذه التصرفات، ويقولون: لعله شعر بدنو أجله ونحو ذلك، وربَّـما تكون هذه موافقة، أو أن الإنسان مثلًا أحس بالمرض وبالتعب، ونحو ذلك، فبدأ يستعد للموت، ينتظر الأجل ونحو ذلك، لكن أنه يعلم بدنو أجله، لا يـمكن ذلك إلا بأن تعبَّـر له رؤى فقط.
ثم إن تعبير الرؤيا أيضًا لا يفيد القطع، إنـما يفيد الظن؛ ولهذا يوسف الذي أعطاه اللّـه تعالى علم التعبير، قال اللّـه عنه: وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِنْهُمَا اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ [يوسف:42]؛ ظَنَّ مـجرَّد ظن، فالرؤيا غاية ما تفيد الظن ولا تفيد القطع.
الحاشية السفلية
^1 | بنحوه رواه البخاري: 6990. |
---|