الرئيسية/فتاوى/هل الخطبة لمدة عشرين دقيقة خلاف السنة؟
|categories

هل الخطبة لمدة عشرين دقيقة خلاف السنة؟

مشاهدة من الموقع

السؤال

يقول: ورد في الحديث أن من فقه الخطيب تقصير الخطبة، وإطالة الصلاة، وكثير من الخطباء يخطب لمدة عشرين دقيقة، فهل هذا يخالف الحديث؟

الجواب

أولًا: لا بد أن نفهم هذا الحديث الفهم الصحيح، والحديث حديث صحيح رواه مسلم، يقول فيه النبي عليه الصلاة والسلام: إن قصر الخطبة، وطول الصلاة، مئنة من فقه الرجل [1].

لكن ما المقصود بالطول هنا والقصر؟ لو أخذنا الحديث على ظاهره، النبي عليه الصلاة والسلام كان في كثير من الأحيان يقرأ في الجمعة بسبح والغاشية، هل معنى ذلك أن الخطبة تكون أقصر من سبح والغاشية؟ هذا غير ممكن، وإذا تأملنا هدي النبي نجد أنه غالبًا يقرأ بحدود سورة (ق) مرتلة، كما جاء في صحيح مسلم عن أم هشام بنت حارثة، قالت: “ما حفظتُ سورة (ق. والقرآن المجيد) إلا من فيّ رسول الله ، يقرؤها كل جمعة على المنبر” [2].

وعلى ذلك: فالمقصود بالطول والقصر هنا الطول النسبي، والقصر النسبي، فخطبة الجمعة ينبغي أن تكون في حدود قراءة سورة (ق) مرتلة، يعني من عشر دقائق إلى عشرين دقيقة، هذا متوسط، وقد تقصر إلى عشر دقائق، وقد تصل إلى عشرين دقيقة، بحسب موضوع الخطبة.

لكن ينبغي ألا تقل عن هذا القدر، كما نسمع عن بعض الخطباء أنه يخطب ثلاث دقائق أو أربع دقائق، هذا يعني تقصير مخل، ينبغي للخطيب أن يحترم أيضًا عقول هؤلاء الناس الذين أتوا للمسجد الجامع مبكرين يريدون أن يستمعوا للموعظة، وأن يستفيدوا، ينبغي أن يُحضّر الخطبة جيدًا، وأن يحترم عقولهم، وأن يأتي بخطبة مفيدة، وهذه في وقتنا الحاضر يعني مع حاجة الناس للتوضيح والبيان.

الناس الآن ليسوا كالسابقين كانوا في عهد النبي عليه الصلاة والسلام عربًا أقحاحًا، وفي وقتنا الحاضر يحتاج إلى شيء من التوضيح؛ ولهذا ينبغي أن تكون الخطبة ما بين عشر دقائق إلى عشرين دقيقة.

وأما بالنسبة للصلاة فينبغي أن يحرص على السنة غالبًا، وقد ورد في صلاة الجمعة ثلاث سنن:

  • السنة الأولى: سبح والغاشية، يعني “سبح” في الركعة الأولى، و”الغاشية” في الركعة الثانية.
  • السنة الثانية: الجمعة والمنافقون، “الجمعة” في الركعة الأولى، و”المنافقون” في الركعة الثانية.
  • السنة الثالثة: وهذه يغفل عنها كثير من الناس وكثير من الخطباء، وهي “الجمعة” في الركعة الأولى، و”الغاشية” في الركعة الثانية، وهذه قد جاءت في صحيح مسلم. [3].

فينبغي أن تكون القراءة غالبًا في هذه السور، وإن قرأ في غيرها أحيانًا فلا بأس.

الحاشية السفلية

الحاشية السفلية
^1 رواه مسلم: 869.
^2 رواه مسلم: 873.
^3 رواه مسلم: 878.
مواد ذات صلة