نعم، هذا السؤال يطرح الآن مع تقليل مدة البقاء في المسجد لصلاة العشاء والتراويح بسبب جائحة كورونا، فالأحسن أن تؤخر راتبة العشاء إلى ما بعد صلاة التراويح كسبًا للوقت؛ لأنه مطلوبٌ من الإمام أن تكون المدة نصف ساعة، فلو أنه انتظر حتى يصلي الناس ويأتوا بالسنة الراتبة، هذا سيأخذ وقتًا، وسيكون هذا على حساب صلاة التراويح؛ ولذلك الأفضل أن السنة الراتبة للعشاء تؤخر إلى ما بعد صلاة التراويح، وهذا لا بأس به، وقد نصَّ الفقهاء، ومنهم فقهاء الحنابلة على جوازه، وأن هذا لا بأس به.
وعلى ذلك: فلا بأس بعدما يفرغ الإمام من صلاة العشاء أن يقوم مباشرة ويشرع في صلاة التراويح، لكن ينبغي أن يفصل بين صلاة العشاء وصلاة التراويح بأذكار؛ لأن النبي نـهى أن توصل صلاةٌ بصلاة إلا بكلام، أو أن يُغيِّـر مكانه، فالنبي عليه الصلاة والسلام نهى أن توصل صلاة بصلاة، لا بد أن يفصل بينها بكلام، أو تغيير مكان، وعلى ذلك: فبعد صلاة العشاء بعدما يأتون ببعض الأذكار، يقوم الإمام ويصلي صلاة التراويح، ويُوجِّه الناس إلى تأخير السنة الراتبة للعشاء إلى ما بعد التراويح كسبًا للوقت.