رجل أراد أن يوقف جميع أمواله، وليس في مرضٍ مخوف، في حال الصحة يجوز أو لا يجوز؟
مشاهدة من الموقع
السؤال
رجل أراد أن يوقف جميع أمواله، وليس في مرضٍ مخوف، في حال الصحة يجوز أو لا يجوز؟
الجواب
يجوز، الإنسان حر في ماله، لكن العلماء قالوا: يكره أن يتصدق بجميع ماله؛ لأنه قد يحتاج، ثم ربَّـما يـمد يده للغير، فالأفضل ألا يتصدق بجميع ماله.
فإن قال قائل: أليس أن أبا بكر الصديق لـمَّا دعا النبي الصحابة للبذل، وأتى عمر بنصف ماله، وقال: اليوم أسبق أبا بكر، قال: فلـمَّا أتيت وقلت: يا رسول اللّـه، أتيت بنصف مالي، فإذا بأبي بكر أتى بـماله كله، فقلت: واللّـه لا أسابق أبا بكر بعد اليوم أبدًا، كيف نجيب عن تصرف أبي بكر لـمَّا أتى أبو بكر بـماله كله، قال له النبي : ما أبقيت لأهلك يا أبا بكر؟ قال: أبقيت لهم اللّـه ورسوله [1]؛ ونحن قلنا: يُكره أن يتصدق بجميع ماله، فكيف نوفق بين هذا وبين فعل أبي بكر وإقرار النبي له؟
نقول: من كانت حاله مثل حال أبي بكر في قوة الإيـمان واليقين، فلا بأس أن يتصدق بجميع ماله من غير كراهة، لكن من كانت حاله ليست كحال أبي بكر -وهذا حال معظم الناس- فيُكره له أن يتصدق بجميع ماله؛ لأن أبا بكر عنده من اليقين والصدق والعلم وأعمال القلوب ما ليس عند غيره.
الحاشية السفلية
^1 | رواه أبو داود: 1678، والترمذي: 3675. |
---|