من فرَّط ولـم يحج، مع استطاعته الحج، هل يكفر؟
مشاهدة من الموقع
السؤال
من فرَّط ولـم يحج، مع استطاعته الحج، هل يكفر؟
الجواب
لا يكفر، وإنـما يكون قد وقع في أمرٍ مُفَسِّقٍ؛ لأن جميع العبادات والأعمال لا يكفر صاحبها بتركها إلا عبادة واحدة وهي الصلاة، وقد نقل إجماع الصحابة على ذلك، كما قال عبد اللّـه بن شقيق العقيلي التابعي الجليل، قال: “لـم يكن أصحاب النبي يرون شيئًا من الأعمال تركه كفرٌ غير الصلاة” [1].
فإن قال قائل: أليس اللّـه يقول: وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ [آل عمران:97].
قوله: وَمَنْ كَفَرَ ألا يدل ذلك على أن من ترك الحج مع قدرته عليه يكون كافرًا؟
الجواب: لا، ليس هذا هو المقصود، فإن الآية المقصود بالكفر فيها وَمَنْ كَفَرَ أي: بإنكار فريضة الحج، ومن كفر بإنكار فريضة الحج، كما ورد ذلك عن ابن عباس ، والنصوص يؤخذ من جميعها، لا يؤخذ طرف من النصوص وتترك النصوص الأخرى، فمجموع النصوص يدل على أن ترك الحج لا يكفر صاحبه به، ولكنه يكون قد ارتكب أمرًا مُفسِّقًا، كذلك ترك الزكاة بخلًا لا يكفر بذلك، وإنـما يكون قد ارتكب أمرًا مفسِّقًا، جميع الأعمال تركها لا يصل إلى درجة الكفر، إلا عبادة واحدة وعمل واحد وهو الصلاة.
كما قال عبدالله بن شفيق: لم يكن أصحاب النبي يرون شيئًا من الأعمال تركه كفر غير الصلاة [2].