الحج يهدم ما كان قبله من الذنوب والمعاصي؛ لكن: هل هذا التكفير وهدم الحج لـما كان قبله من الذنوب، هل يشمل جميع الذنوب، حتى ما كان متعلقًا بحقوق العباد؟
مشاهدة من الموقع
السؤال
الحج يهدم ما كان قبله من الذنوب والمعاصي؛ لكن: هل هذا التكفير وهدم الحج لـما كان قبله من الذنوب، هل يشمل جميع الذنوب، حتى ما كان متعلقًا بحقوق العباد؟
الجواب
لا، وإنـما هذا خاصٌّ بحقوق اللّـه تعالى، أما ما كان متعلقًا بحقوق المخلوقين، فلا يُكفِّرها الحج، ولا غير الحج، حتى الشهادة لا تُكفِّرها، الشهيد الذي باع نفسه للّـه ، قُتل في سبيل اللّـه، حقوق العباد تبقى لأصحابـها؛ ولهذا لـمَّا سُئل النبي عن الرجل يُقتل في سبيل اللّـه يدخل الجنة؟ قال: إذا قُتل وهو صابرٌ، مُقبلٌ غير مُدبرٍ -ثم قال- إلا الدَّين، فإن جبريل قال لي ذلك [1]، فإذا كان الشهيد الذي باع نفسه للّـه تعالى لا يُكفَّر عنه ما كان متعلقًا بحقوق العباد، فكيف بغيره؟!
حقوق العباد أمرها عند اللّـه عظيمٌ جدًّا، لا يُكفِّرها لا الصلاة، ولا الزكاة، ولا الصيام، ولا الحج، ولا حتى الشهادة في سبيل اللّـه، لا يُكفرها شيء، تبقى لأصحابـها يوم القيامة؛ ولهذا عظَّم النبي شأنـها في أعظم مجمع في خطبة عرفة، قال: أيها الناس، إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام، كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا، ألا هل بلَّغت؟ اللهم فاشهد [2].
ولهذا ابن تيمية رحمه اللّـه له مقولة في هذا، قال: “حقوق العباد من المظالـم وغيرها لا تسقط بالحج باتفاق الأئمة، والحديث الذي يُروى في سقوط المظالـم وغيرها بذلك في حديث عباس بن مِرْداس حديثٌ ضعيف” [3].