الرئيسية/فتاوى/حديث «من سلك طريقا..» هل يشمل التعلم عن بعد؟
|categories

حديث «من سلك طريقا..» هل يشمل التعلم عن بعد؟

مشاهدة من الموقع

السؤال

حديث: من سلك طريقًا… هل يشمل الطريق الحسي؟

الجواب

فهذا الحديث حديث عظيم، يُبيّن فيه النبي عليه الصلاة والسلام أن طلب العلم من أسباب التيسير لليسرى، ومن أسباب دخول الجنة، فيقول: ومن سلك طريقًا يلتمس به علمًا [1]، وهذا يشمل الطريق الحسي، مثل: الرحلة في طلب العلم، ومثل: أن يأتي الإنسان من بيته إلى مكان العلم، فهذا سلوك لطريق حسي.

وأيضًا يشمل هذا الحديث الطريق المعنوي، وهو: أن يأخذ العلم عن العلماء، ومن بطون الكتب، وبالحفظ والمدارسة والمراجعة، فهذا كله داخل في سلوك الطريق لطلب العلم.

ويدخل في سلوك الطريق الذي يلتمس فيه علمًا: متابعة مثل هذه الدروس عبر التقنية الحديثة، فيدخل في هذا الحديث؛ لأنه عليه الصلاة والسلام قال: من سلك طريقًا، وكلمة “طريقًا” نكرة، فتعم أي طريق، فمن أراد أن يطلب العلم عبر وسائل التقنية الحديثة، ويحرص مثلًا على متابعة هذا الدرس، ويتفرغ له، ويضبط ذلك: إما بالكتابة، أو بالتسجيل، أو غير ذلك، ويتعاهد ما حفظه وما ضبطه، فهذا من سلوك طريق العلم.

فقوله عليه الصلاة والسلام: مَن سلك طريقًا وسع عليه الصلاة والسلام هذا الطريق؛ لأنه أتى به بأسلوب عام، طريقًا نكرة، فتشمل أي طريق يسلك فيه علمًا، ويلتمس فيه علمًا.

فإذا فعل ذلك فإن الله تعالى يُسهل له به طريقًا إلى الجنة، فمتابعة هذه الدروس والتفرغ لها تدخل في سلوك الطريق الذي يلتمس فيه علمًا، ومن فعل ذلك مع النية الحسنة، فإنه يُرجى أن يُسهل الله تعالى له به طريقًا إلى الجنة.

ولذلك يا أخي الكريم، يا من تتابع هذا الدرس، احرص على استحضار النية عندما تتابع هذا الدرس، احرص على أن تستحضر نية طلب العلم، وأنك تسلك بهذه المتابعة طريقًا تلتمس به علمًا؛ رجاء أن يُسهل الله تعالى لك به طريقًا إلى الجنة، وهذا الحديث اجعله حاضرًا في ذهنك عندما تحضر أي درس، أو تتابع أي درس، ولو كان ذلك عبر البث، وعبر وسائل التقنية، استحضر هذا الحديث: أنك الآن سلكت طريقًا تلتمس به علمًا، وترجو أن الله تعالى يُسهل لك بهذا طريقًا إلى الجنة.

الحاشية السفلية

الحاشية السفلية
^1 رواه مسلم: 2699.
مواد ذات صلة