logo
الرئيسية/فتاوى/حكم سفر المرأة بالطائرة بدون محرم

حكم سفر المرأة بالطائرة بدون محرم

مشاهدة من الموقع

السؤال

مما عمَّتْ به البلوى سفر المرأة بدون مَحْرَمٍ في الطائرة؛ يقول: ليست هناك ضرورةٌ، لكن الزوج أحيانًا قد يكون مشغولًا، وقد تكون عنده ارتباطاتٌ، وهي تريد -مثلًا- زيارةً، أو تذهب -مثلًا- لتأخذ عمرةً، أو شيءٌ من هذا.

الجواب

يقول النبي : لا تُسافر امرأةٌ إلا ومعها ذو مَحْرَمٍ [1]، ويقول: لا يحلُّ لامرأةٍ تؤمن بالله واليوم الآخر أن تُسافر مسيرة يومٍ وليلةٍ إلا ومعها ذو مَحْرَمٍ [2]، فلا يجوز للمرأة أن تُسافر سفرًا مسافته يوم وليلة -يعني: بالتقديرات المعاصرة ثمانون كيلو مترًا فأكثر- إلا ومعها ذو مَحْرَمٍ؛ وذلك لأن وجود المَحْرَم مع المرأة يجعل هذه المرأة تُهَاب، ولا أحد يطمع فيها، ولا يُتحرش بها، ويمنع من الفتنة منها وبها.

أما إذا سافرت بدون مَحْرَمٍ فقد يتعرض لها مَن يتعرض من الرجال، وربما أيضًا تضعف نفسها فتقع في الفتنة.

وأما كون المرأة تُسافر في الطائرة، فلا فرق بين سفرها في الطائرة، أو سفرها في السيارة، أو في أي وسيلةٍ من وسائل المواصلات.

وأما مَن رخَّص في سفر المرأة بدون مَحْرَمٍ على الطائرة، فهذا قولٌ مرجوحٌ؛ لأنه حتى وإن كان في الطائرة فالفتنة واردةٌ، خاصةً إذا كان ركوبها في درجة الضيافة، أو ما يُسمى بالدرجة السياحية، فهذه المقاعد فيها ضيقةٌ، وقد يكون بجوارها رجلٌ أجنبيٌّ، عن يمينها رجلٌ أجنبيٌّ، وعن يسارها رجلٌ أجنبيٌّ، وربما يحصل شيءٌ من الاحتكاك والمُلامسة والفتنة؛ ولذلك فوجود المَحْرَم مهمٌّ حتى في سفرها بالطائرة، فلا يجوز للمرأة أن تُسافر بدون مَحْرَمٍ حتى وإن كان ذلك عبر الطائرة إلا في حالةٍ واحدةٍ وهي: حالة الضرورة، إذا كانت مُضطرةً ولم تجد مَحْرَمًا، فإن الضرورات تُبيح المحظورات، والله تعالى يقول: وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ [الأنعام:119].

الحاشية السفلية

الحاشية السفلية
^1 رواه البخاري: 1862، ومسلم: 1341.
^2 رواه البخاري: 1088، ومسلم: 1339.
مواد ذات صلة
zh