هل ينتقض وضوء المرأة عند غسلها لعورة طفلها؟

لا ينتقض؛ لأن مسَّ المرأة لعورة طفلها مسٌ بغير شهوة، ومسُّ الفرج بغير شهوة لا ينقض الوضوء على القول الراجح.

ولهذا جاء في حديث طلق بن علي، أن النبي  سُئِلَ عن الرجل يَمَسُّ ذَكَره في الصلاة، قال: وهل هو إلا بَضْعَةٌ منكَ؟! ^[1] وهذا المسُّ مسٌّ بغير شهوة؛ لأنه قال: “في الصلاة” ولا يُتَصوَّر أن يكون ذلك بشهوة.

وإذًا قوله: وهل هو إلا بَضْعَةٌ منكَ؟! إشارة لهذا المعنى، يعني: أنه كسائر الأعضاء؛ لأنهم كانوا في عهد النبي عليه الصلاة والسلام يلبسون الأُزُر والأردية، فأحيانًا كان كثيرٌ من الصحابة ما عنده إلا فقط إزار، أينا كان له ثوبان على عهد النبي عليه الصلاة والسلام؟! كما قال جابر  ^[2]. 

فأحيانًا أثناء تحريك الإزار ربما تقع يده على فرجه، فهنا سُئِل النبي عليه الصلاة والسلام: هل هذا ينقض الوضوء؟ فأخبر بأنه لا ينقض الوضوء، وقال: هل هو إلا بَضْعَةٌ منكَ؟!.

أما حديث بسرة بنت صفوان أن النبي  قال: مَن مسَّ فرجّه فلْيتوضأْ ^[3] فهذا محمول على المس بشهوة؛ لأن مسَّ الفرج بشهوة مَظِنَّةٌ لخروج المذي؛ لأن المذي يخرج من غير أن يشعر به الإنسان، لكن إذا كان المسُّ بغير شهوة فلا ينقض الوضوء.

وعلى ذلك فمسُّ المرأة لعورة طفلها مسٌّ بغير شهوة، فلا ينقض الوضوء.