الرئيسية/فتاوى/الجمع بين حديث: (من قام مع الإمام..) وبين عدم صلاة التراويح في عهده ﷺ
|categories

الجمع بين حديث: (من قام مع الإمام..) وبين عدم صلاة التراويح في عهده ﷺ

مشاهدة من الموقع

السؤال

تسأل عن: “من قام مع إمامه حتى ينصرف كُتب له قيام ليلة” كما في الحديث، تقول: كيف نجمع بينه وبين أن النبي في زمانه لم يكن المسلمون يصلون التراويح إلا فيما ورد عنه في بداية رمضان؟

الجواب

أولًا: نصحح عبارة الأخت، هي قالت: فُرضت التراويح، والتراويح لم تفرض، التراويح مستحبة، وليست واجبة، وليست فريضة.

ثانيًا: أول من سن صلاة التراويح هو رسول الله ، ثم تركها خشية أن تُفرض على أمته، فأحياها عمر ، وبقي عمل المسلمين من عهد عمر  إلى الآن على ذلك، فأول من صلى التراويح، وأول من سنها هو رسول الله ، وكان عليه الصلاة والسلام قد صلى بالناس ثلاث ليال، صلى بهم ليلة ثلاث وعشرين إلى ثلث الليل، ثم صلى بهم ليلة خمسٍ وعشرين إلى منتصف الليل، فقالوا: يا رسول الله، لو نفلتنا بقية ليلتنا هذه؟ فقال: إنه من قام مع الإمام حتى ينصرف كُتب له قيام ليلة [1]، ثم صلى بهم ليلة سبع وعشرين حتى خشي الصحابة أن يفوتهم السحور، هذا يدل على تأكد تلك الليلة.

والشاهد من هذا: أنه لما صلى بهم ليلة خمسٍ وعشرين إلى منتصف الليل طلبوا منه أن يُكمل بهم بقية الليل، فقال: إنه من قام مع الإمام حتى ينصرف كُتب له قيام ليلةٍ، فبذلك يزول الإشكال الذي طرحته الأخت السائلة.

فنقول: إن أول من شرع وسن صلاة التراويح وصلاها في المسجد بالناس هو رسول الله ، لكنه من رحمته بأمته خشي أن تُفرض عليهم، فتركها لأجل ذلك، فلما كان في عهد الخلفاء الراشدين في عهد عمر وبوفاة النبي عليه الصلاة والسلام انقطع الوحي، رأوا أن يُحيوا هذه السنة في المساجد، فأصبح الناس يصلونها في المساجد منذ ذلك الحين إلى وقتنا الحاضر.

الحاشية السفلية

الحاشية السفلية
^1 رواه الترمذي: 806.
مواد ذات صلة