الرئيسية/فتاوى/هل المعاصي والذنوب تنقص من أجر الصائم؟
|categories

هل المعاصي والذنوب تنقص من أجر الصائم؟

مشاهدة من الموقع

السؤال

يسأل عن كون الإنسان قد يجرح صيامه ببعض المعاصي وبعض الذنوب، هل هذه تؤثر على صحة صيامه على قبول هذا الصيام؟

سؤال ثانٍ: ما حكم صيام من رأى امرأة متبرجة لا تلبس لباسًا محتشمًا؟

يقول: علمًا بأن المرأة هذه مسلمة.

يقول: هل يختلف كون الإنسان ينظر إلى مسلمة أو غير مسلمة؟

ويقول: ما حكم صيامي في مثل هذا الحال؟

الجواب

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

أية معصية تقع من الصائم فإنها تُنقص من أجر الصيام، ويدل لذلك قول النبي : من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه [1] أخرجه البخاري في صحيحه.

وقوله: من لم يدع قول الزور والعمل به أي: من لم يدع المعاصي القولية والفعلية، وعبّر عن المعاصي القولية بقوله: قول الزور، وعن المعاصي الفعلية بقوله: والعمل به أي: أنه من لم يدع المعاصي عمومًا، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه، أي: أن هذه المعاصي إذا كثرت منه فقد يصل إلى هذه المرحلة المذكورة في الحديث، وهي أن الله تعالى يدع طعامه وشرابه؛ بمعنى أنه لا يؤجر ولا يُثاب على هذا الصيام، وإن كانت تحصل به براءة الذمة؛ لأنه مكتمل الأركان والشروط، فهو تحصل به براءة الذمة، لكنه ينقص من الأجر بحسب المعاصي التي يرتكبها الصائم، فإذا كثرت المعاصي فقد يصل للمرحلة المذكورة في الحديث، وهي أنه لا يُؤجر ولا يُثاب على ذلك الصيام، ونظير ذلك الصلاة التي يصليها الإنسان، وهو من حين أن يكبر إلى أن يسلم وهو في هواجس وفي وساوس لم يعقل منها شيئًا، فإن هذا لا يُثاب على صلاته، لكنها تكون مُبرأة للذمة؛ لكونها مكتملة الأركان والشروط والواجبات.

ولذلك فينبغي للصائم أن يحرص على حفظ صيامه من أن يخدشه بمعصية.

وقد كان كثير من السلف الصالح إذا صاموا جلسوا في المساجد، وقالوا: نحفظ صومنا ولا نغتاب أحدًا.

وما استشكله الأخ السائل الكريم نقول: نعم، هذه المعصية تنقص من أجر الصيام، لكن من تاب تاب الله عليه، فعلى من حصل منه هذا أن يتوب إلى الله ​​​​​​​، وأن يُكثر من النوافل، ويُكثر من الطاعات.

ثم أيضًا زكاة الفطر في آخر شهر رمضان، من حِكم مشروعيتها أنها طُهرة للصائم من اللغو ومن الرفث.

المقدم: هنا سؤال في تويتر قريب مما ذكرتم، أو ما ذكر المتصل الأول، فهل من توجيه في ذلك؟ الأخ عبداللطيف يقول: ما حكم صيام من رأى امرأة متبرجة لا تلبس لباسًا محتشمًا؟ يقول: علمًا بأن المرأة هذه مسلمة، يقول: هل يختلف كون الإنسان ينظر إلى مسلمة أو غير مسلمة؟ ويقول: ما حكم صيامي في مثل هذا الحال؟

الجواب: الصيام صحيح، لكن هذه المعصية -وهي النظر إلى امرأة أجنبية- يُنقص من أجر الصيام، ولا فرق في ذلك بين كونها مسلمة أو غير مسلمة، فإن الرجل مُحرّم عليه أن ينظر للنساء الأجانب؛ ولهذا قال الله تعالى: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهمْ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ [النور:30].

لكن نقول للأخ الكريم كما قلنا للأخ الكريم السابق: إذا حصل منه هذا، فعليه التوبة إلى الله ​​​​​​​، وعليه أن يُكثر من النوافل حتى يجبر هذا النقص أو الخلل الذي قد يقع في صومه.

الحاشية السفلية

الحاشية السفلية
^1 رواه البخاري: 1903.
مواد ذات صلة