logo
الرئيسية/فتاوى/لماذا يُستجاب دعاء المضطر والمظلوم؟

لماذا يُستجاب دعاء المضطر والمظلوم؟

مشاهدة من الموقع

السؤال

المظلوم والمضطر تُستجاب دعوتهما؛ لماذا؟

الجواب

تستجاب دعوة المظلوم والمضطر، أما المضطر فلقول الله تعالى: أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ [النمل:62]، وأما المظلوم فلقول النبي عليه الصلاة والسلام: واتق دعوة المظلوم، فإنه ليس بينها وبين الله حجاب [1].

تستجاب دعوة المضطر والمظلوم لأنهما قد فرّغا قلبيهما أثناء الدعاء، وأخلص لله تعالى في الدعاء إخلاصًا عظيمًا، هذا المضطر الذي يدعو بضرورة، ويدعو بحرارة، ويدعو الله ​​​​​​​ وقد فرّغ قلبه لله، وأخلص لله، فهذا يستجاب له حتى وإن وجد مانع، وهل هناك مانع أعظم من الشرك بالله؟ ومع ذلك قوة هذا السبب وهو الاضطرار تحجب هذا المانع، وهو الشرك، كما قال الله تعالى: فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ [العنكبوت:65]؛ فهؤلاء المشركون كانوا إذا ركبوا الفلك، وهاجت بهم الرياح، وكانوا في حال ضرورة، دعوا الله مخلصين له الدين، ودعوا الله دعوة المضطر، فيستجيب الله تعالى دعوتهم، مع وجود الشرك لديهم، لكنهم إذا رجعوا ونجاهم الله تعالى وعادوا للرخاء أشركوا، وهذا يدل على أن المضطر تستجاب دعوته حتى وإن كان كافرًا.

وكذلك أيضًا المظلوم تستجاب دعوته؛ لأن المظلوم عندما يدعو على الظالم يدعو بحرقة، ويدعو بإخلاص، وقد فرّغ قلبه لله تعالى، وإذا وصلت حالتك عند الدعاء مثل حالة المضطر والمظلوم، فيستجاب لك الدعاء مثلهما، إذا فرّغت قلبك لله، وأخلصت لله، ودعوت الله تعالى كما يدعوه المضطر والمظلوم، فيستجاب لك الدعاء، كما يستجاب للمضطر والمظلوم.

الحاشية السفلية

الحاشية السفلية
^1 رواه البخاري: 2448، ومسلم: 19.
zh