الرئيسية/مقاطع/أعظم ما تبذل فيه الأموال
|categories

أعظم ما تبذل فيه الأموال

مشاهدة من الموقع

الأول: الصدقة الجارية (الوقف).

فالوقف هو أعظم ما تُبذل فيه الأموال؛ ولهذا لـما استشار عمر  النبي في أنفَس مالٍ أصابه في حياته، والمستشار مؤتـمنٌ، بـماذا أشار عليه النبي ؟ الجواب: أشار عليه بالوقف [1].

قال أهل العلم: “ولو كان هناك شيءٌ أفضل وأعظم من الوقف؛ لأشار به النبي على عمر ؛ لأن المستشار مؤتـمنٌ؛ فدل ذلك على أن الوقف هو أفضل ما تبذل فيه الأموال.

فاحرص -يا أخي المسلم- على أن تجعل لك وقفًا، ولا يلزم أن يكون الوقف بالملايين كما قد يفهم بعض الناس، ولو بأمرٍ يسيرٍ، بعملٍ يسيرٍ، يعني: بعض الناس مثلًا يُوقِف له مصحفًا، يجعله في مكانٍ يُقرأ فيه، هذا وقفٌ عظيمٌ، بعض الناس يُوقِف له مثلًا برادات مياهٍ، بعض الناس يوقف في مغاسل الموتى ما يُحتاج إليه في تغسيل الأموات، أو أكفان الموتى، أو نحو ذلك.

وإذا كان عند الإنسان مالٌ؛ فالأفضل أن يوقف عقارًا، أو شيئًا له رَيْعٌ، بحيث يُحبس الأصل ويستفاد من هذا الرَّيع؛ فإن الوقف: هو تحبيس الأصل وتسبيل المنفعة.

وبعض الناس يؤتَى من جهة التفريط: عنده رغبةٌ في أن يوقف، لكنه يسوف ويسوف، حتى يأتيه الموت بغتةً، أو يأتيه مرض الموت بغتةً فلا يستطيع أن يعمل شيئًا؛ ولذلك أقول: إن كثيرًا من الموتى المسلمين كانوا قد خططوا لجعل أوقافٍ لهم، لكن فجأهم الموت أو مرض الموت، فلم يتمكنوا، فالسعيد من وُعِظ بغيره، والشقي من اتعظ به غيره، وإذا لـم يُوقِف الإنسان عن نفسه في حياته؛ فلا ينتظر من ورثته بعد مـماته أن يوقفوا عليه، لن يكون الورثة أحرص منك على نفسك، فاحرص على أن تبادر، وأن توقف ما يتيسر مـما يبقي لك الأثر بعد مـماتك، ويدر عليك حسناتٍ وأنت في قبرك.

الحاشية السفلية

الحاشية السفلية
^1 رواه البخاري: 2737، ومسلم: 1632.
مواد ذات صلة