مبطلات الاعتكاف

قال^[1]:

 وهذا باتفاق العلماء، أن الخروج من المسجد لغير عذر أنه يبطل الاعتكاف، كالخروج مثلًا للبيع أو الشراء. ومن ذلك خروج الموظف لوظيفته؛ هذا خروج لغير عذر يبطل الاعتكاف.

طيب، ما الحل؟ الموظف يريد أن يعتكف، ويريد أن يذهب لعمله، ما الحل؟

الطالب: يعتكف من المغرب إلى الفجر…

الشيخ: نعم، نقول: إذا خرج من عمله ينوي قطع الاعتكاف، وإذا رجع من العمل ينوي ابتداء الاعتكاف مرة أخرى؛ يعني: يعتكف عدة مرات، فهو يعتكف حتى يخرج لعمله فينتهي اعتكافه، ثم إذا رجع من العمل يبدأ اعتكافًا جديدًا، وهكذا.

قال:

لأن هذه النية تنافي الاعتكاف.

وهذا منصوص عليه: وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ [البقرة:187]؛ ويعني قد يُستغرب؛ كيف يكون الوطء في الفرج للمعتكف؟

أنا كنتُ أستشكل هذا، سبحان الله! وأتى لي سؤال في الحرم عن هذه المسألة، عن رجل كان معتكفًا في المسجد الحرام، ثم ذهب للفندق لقضاء الحاجة، يجوز في دورة المياه، ثم حصل منه هذا الأمر. فسبحان الله! هذه الأمور قد تحصل في مثل هذه الأحوال.

لقول الله تعالى في عموم الآية: وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ [البقرة:187].

يعني: هذه حالة نادرة، لكن قد تحصل، لو ارتد وهو معتكف، لكن كما قلنا سابقًا: إن العمل لا يحبط بالردة إلا بالموت.

وهذه أيضًا من غرائب المسائل، كيف يكون سكران ويعتكف؟! لكن الفقهاء يذكرون مسائل نادرة الوقوع، حتى لو وقعت يكون طالب العلم على تصور بها.

…

لا، هذه قد ترد أيضًا مِن تعاطي بعض المخدرات؛ بعضهم قد يعتكف ويكون مبتلى بالمخدرات ومدمنًا عليها. يعني: مثل هذا السكر وتعاطي المخدرات، هذه تبطل الاعتكاف.

إذا بطل الاعتكاف فالاعتكاف أصله سنة، لا يترتب على بطلان الاعتكاف شيء، إلا إذا كان الاعتكاف نذرًا، فإذا كان نذرًا فهو واجب؛ فيجب استئناف النذر المتتابع، لو نذر مثلًا أن يعتكف ثلاثة أيام فلا بد من استئناف النذر المتتابع غير المقيد بزمن، ولا كفارة عليه، نذر أن يعتكف ثلاثة أيام ثم أتى بمبطل من مبطلات الاعتكاف، فيستأنف الاعتكاف من جديد.

قال:

لو نذر مثلًا أن يعتكف أول ثلاث ليال من العشر الأواخر من رمضان، ثم حصل مبطل من مبطلات الاعتكاف؛ فيلزمه أن يعتكف ثلاث ليال أخرى، مع الكفارة، الكفارة لأجل فوات المحل.