قال المؤلف:
والسنة تعجيل فطرٍ[1]..
لقول النبي : لا يزال الناس بخيرٍ ما عجَّلوا الفطر [2]، متفقٌ عليه.
فالسنة تعجيل الفطر بعد غروب قرص الشمس، بعد سقوط قرص الشمس مباشرةً، ويمكن أن يُعتمد على التقاويم، هذه التقاويم بالنسبة لغروب الشمس دقيقةٌ، بشرط ألا يكون المكان مرتفعًا؛ مثلًا مدينة الرياض، التقويم يُعتمد عليه في غروب الشمس، منضبطٌ ودقيقٌ، المدن المستوية، لكن الأماكن المرتفعة هذه ينبغي الانتباه لها؛ لأنها أحيانًا يكون فيها إشكالٌ، يتأخر فيها الغروب، كلما ارتفعت؛ كلما تأخر الغروب؛ ولذلك لو أذن المؤذن وأنت في مطار الرياض ثم أقلعت الطائرة؛ سترى الشمس؛ ولهذا مثلًا من يكون في الأدوار العلوية المرتفعة جدًّا؛ لهم حسابٌ يختلف عما يكون على الأرض، يتأخر عندهم غروب الشمس.
وتأخير سحورٍ.
النبي كان من هديه تأخير السحور، وقال: تَسَحَّروا؛ فإن في السُّحور بركةً [3]، التسحر سنةٌ، وليس المقصود بالتسحر: أن الإنسان لا بد أن يأكل وجبةً كاملةً، لا، التسحر ولو على تمرٍ، بل جاء في الحديث الصحيح عند أبي داود وغيره: أن النبي قال: نِعمَ سَحور المؤمن التمر [4].
وقول ما ورد عند فطرٍ[5]..
والذي ورد: ذهب الظمأ، وابتلت العروق، وثبت الأجر إن شاء الله [6]، لكن إذا لم يكن قد ظمئ هل يقول هذا؟ لا يقول، إلا إذا كان قد ظمئ بالفعل، لكن للصائم عند فطره دعوةٌ لا تُرَدُّ، فيدعو بما يحضره من خيري الدنيا والآخرة.
أما حديث: اللهم لك صمت، وعلى رزقك أفطرت [7]، فحديثٌ ضعيفٌ.
قال:
وتتابع القضاء فورًا.
يعني: يُستحب تتابع القضاء، أن يقضي بعد رمضان مباشرةً، بعد يوم العيد.
