logo
الرئيسية/مقاطع/آداب الرؤيا الصالحة والمكروهة

آداب الرؤيا الصالحة والمكروهة

مشاهدة من الموقع

الحافظ ابن حجرٍ هنا في هذه الفائدة -كما في “الفتح”[1]- جمع الأحاديث التي في الرؤيا، وخرج بـهذه الخلاصة، يقول: “حاصل ما ذُكر من أدب الرؤيا الصالحة ثلاثة أشياء:

  1. أن يحمد الله عليها، إذا رأى رؤيا في منامه وقام؛ يقول: الحمد لله، يحمد الله.
  2. وأن يستبشر بـها، يفرح بـها ويستبشر؛ لأنـها رؤيا خيرٍ.
  3. وأن يتحدث بـها، لكن لمن يحب دون من يكره، يتحدث بـها لمن يحب؛ لأن الرؤيا تَحتمل في تعبيرها عدة احتمالاتٍ، فإذا ذكرها لإنسانٍ حاسدٍ أو لمن يكره؛ فقد يعبرها على أحد الاحتمالات غير الجيدة فتقع كما عبر.

 الرؤيا شأنـها عجيبٌ؛ كما قال عليه الصلاة والسلام: الرؤيا على رِجلٍ طائرٍ؛ فإذا عُبِّـرت وقعت [2]، فهي تحتمل عدة احتمالاتٍ، وتكون على ما تُعبَّر به، فالمُعبِّر الناصح الحاذق يحملها ويعبرها على أفضل هذه الاحتمالات، لكن المعبِّـر الحاسد -أو الجاهل- يعبـرها على أسوأ الاحتمالات؛ ولهذا أمر النبي عليه الصلاة والسلام بألا يذكر المسلم الرؤيا إلا لمن يحب، حتى يعبرها على أحسن الاحتمالات، أو على الأقل يقول: رؤيا خيرٍ إن شاء الله، لكن لا يعبرها على الوجه المكروه، فهذه هي الرؤيا.

وتعبير الرؤى هو فك رموزٍ، حقيقة تعبير الرؤى: فك رموزٍ، أمام المعبر رموزٌ، كيف يفك هذه الرموز؟ للحديث عن هذا مقامٌ آخر، يفكها باعتبارات شرعيةٍ أولًا -يعني: الأشياء التي ورد تفسيرها في الشرع- ولغويةٍ وعرفيةٍ، وأيضًا بحسب التعبيرات السابقة التي وقعت للناس ونحو ذلك، وبعض الناس يعطيه الله تعالى موهبةً لفك هذه الرموز، وبعضهم أيضًا يكتسبها، يكتسب ذلك، فهي قد يكون جزءٌ منها مكتسبًا، وجزءٌ منها موهبةً من الله تعالى -يعني من عنده قوة استنباطٍ يستطيع أن يفك هذه الرموز- هذه حقيقة تعبير الرؤيا.

أما الحُلم فقال: حاصل ما ذكر من أدب الرؤيا المكروهة -الرؤيا المكروهة: التي هي الحُلم- أربعة أشياء:

  1. أن يتعوذ بالله من شرها، إذا استيقظ يقول: أعوذ بالله من شر ما رأيت.
  2. ومن شر الشيطان، يقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.
  3. وأن يتفل عن يساره ثلاثًا.
  4. ولا يذكرها لأحدٍ أصلًا، فإنـها لا تضره.

لا يذكرها لأحدٍ؛ ولذلك يخطئ بعض الناس عندما يَحلُمون أحلامًا ثـم يذهبون لمعبرين لكي يعبروها، وهي حلمٌ من الشيطان، هذه يفترض أنه ما يذكرها لأحدٍ، لا لمعبرٍ ولا لغيره.

ومن علامتها: أنها تكون في أشياء مفزعةٍ محزنةٍ؛ كمن مثلًا يرى أباه في المنام وهو يعض يده، أو وهو غاضبٌ عليه، أو نحو ذلك، يعني في شيءٍ مفزعٍ، هذه من الشيطان؛ لأنه يريد إدخال الحزن على المسلم، إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا [المجادلة:10]، ولهذا إذا رأيت في منامك ما تكره؛ فطبِّق هذه الأمور الأربعة:

  1. تعوذ بالله من شر ما رأيت.
  2. وتعوذ بالله من الشيطان الرجيم.
  3. واتفل عن يسارك ثلاثًا.
  4. ولا تخبر بـها أحدًا، واقطع التفكير فيها، لا تفكر فيها، فإنـها لا تضرك.

وأما الرؤيا الصالحة -كما ذكرنا- تحمد الله تعالى عليها، وتستبشر بـها، ولا تذكرها إلا لمن تحب أو لمعبرٍ حاذقٍ.

الحاشية السفلية

الحاشية السفلية
^1 فتح الباري لابن حجر: (12/ 370)، ط دار المعرفة.
^2 رواه أبو داود: 5020، والترمذي: 2278، وابن ماجه: 3914.
مواد ذات صلة
zh