ليست العبرة بكثرة السنين التي يعيشها الإنسان

ليست العبرة بكثرة السنين، لكن العبرة بـكيف يقضي الإنسان هذه السنين، وبـماذا يـملؤها؟

بعض الناس يعيش عمرًا طويلًا، ولكنه لا يغتنم هذا العمر الطويل فيما ينفعه في الدار الآخرة، يضيع عليه عمره، وبعض الناس يعيش عمرًا قصيرًا، لكنه يحسن اغتنامه ويـملؤه بطاعة الله ​​​​​​​، وينال بذلك أجرًا وفضلًا.

وذُكر هنا مثالٌ: الصحابي الجليل سعد بن معاذٍ ، وهو سيِّدٌ من سادات الأنصار، أسلم وعمره إحدى وثلاثون سنةً، ومات وعمره سبعٌ وثلاثون، أي: أنه أمضى في الإسلام ست سنواتٍ فقط، وقيل: سبعًا، وهذه السنوات تعتبر قليلةً، مـجرَّد أنه يعيش في الإسلام ستًّا أو سبعًا أو ثـمانيًا، أو حتى عشرًا، تعتبر قليلةً مقارنةً بـمتوسط عمر الإنسان وما يعيشه في هذه الحياة، ومع ذلك لـمَّا مات؛ اهتزَّ لموته عرش الرحمن كما أخبر بذلك النبي  ^[1].

وحديث: أن سعد بم معاذٍ لـمَّا مات؛ اهتز لموته عرش الرحمن، حديثٌ صحيحٌ، أخرجه البخاري ومسلم في “صحيحيهما”، بل قال الذهبي: “إنه متواترٌ، أشهد أن رسول الله  قاله”.