ولذلك فالذي يريد البر بوالديه بعد موته؛ يفعل ما وردت به السنة.
وأعظم ذلك: الدعاء، والدعاء لا يختص بالدعاء عند القبر، الدعاء في أي مكانٍ، الدعاء لهما، خاصةً الدعاء بالرحمة، وَقُلْ رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا [الإسراء:24].
كذلك: الصدقة عنهما، والأفضل أن تكون صدقةً جاريةً، أي: وقفًا.
كذلك أيضًا: العمرة، يصل ثوابـها للميت، كذلك الحج، يصل ثوابه للميت.
كذلك أيضًا: أمرٌ يغفل عنه كثيرٌ من الناس: إكرام أصدقاء الوالدين في حياتـهما، يعني: أصدقاء الوالدين الذين كانا يحبانـهم، ويأنسان بـهم في حياتـهما، يكرمهم؛ لقول النبي عليه الصلاة والسلام: إن من أَبَرِّ البر: أن يصل الرجل أهل وُدِّ أبيه [1]، فجعله النبي من أبر البـر.
فتتفقد أصدقاء والدك، وأصدقاء والدتك، وتـهدي لهما هدايا، وتدعوهما وتكرمهما، وتصلهما بالزيارة، وبالاتصال من حينٍ لآخر، هذا من البر بوالديك، هذا جعله النبي عليه الصلاة والسلام من أبر البر، فهذه الأمور التي وردت بـها السنة.
الحاشية السفلية
| ^1 | رواه مسلم: 2552. |
|---|
