ما حكم قول: “اللهم إني لا أسألك رد القضاء، ولكن أسألك اللطف فيه”؟
هذا من الأدعية المشتهرة عند بعض العامة: “اللهم إني لا أسألك رد القضاء، ولكن أسألك اللطف فيه”، هذا دعاءٌ بدعيٌّ ومنكرٌ، وفيه عدة محاذير شرعيةٍ:
- المحظور الاول: أن فيه سوء أدبٍ مع الله ؛ كأنه يقول: لا أسألك ألا تعذبني، ولكن عذبني وارفق في عذابي، وهذا سوء أدبٍ مع الله .
- ثم أيضًا: فيه هذا الاستثناء وعدم العزم، لا أسألك رد القضاء، ولكن أسألك اللطف فيه، ما الفرق بينه وبين: اللهم اغفر لي إن شئت؟ المطلوب من الداعي أن يعزم المسألة؛ فإن الله لا مُكرِه له.
- ثم أيضًا قول: “لا أسألك رد القضاء”، هذا غير صحيحٍ؛ فإن النبي كان يستعيذ بالله من سوء القضاء، كان يقول: اللهم إني أعوذ بك من جَهْد البلاء، ومن دَرَك الشقاء، ومن سوء القضاء، ومن شماتة الأعداء [1]، والدعاء يرد القضاء، كيف تقول: لا أسألك رد القضاء؟! الدعاء يَرُد القضاء، وقد جعل الله تعالى لرفع الأقدار -من الأمراض وغيرها- أسبابًا، والأقدار تتدافع؛ فالجوع قَدَرٌ ويُدفع بالأكل، والعطش قدرٌ ويدفع بالشرب، والمرض قدرٌ ويدفع بالدواء، وهكذا، كما قال عمر : “نَفِرُّ من قدر الله إلى قدر الله” [2]، فالأقدار تتدافع، فالدعاء يرد القضاء.
فالقول: “لا أسألك رد القضاء”، هذا غير صحيحٍ، بل تستعيذ بالله من سوء القضاء، وتسأل الله تعالى أن يدفع عنك البلاء، وأن يدفع عنك المصائب.
ومن الأدعية العظيمة: اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك، وتحول عافيتك، وفُجاءة نقمتك، وجميع سخطك [3]، فتسأل الله تعالى أن يدفع عنك المصائب، ويدفع عنك البلايا، ويدفع عنك شرار الخلق، وهذا دعاءٌ برد هذه الأقضية.
فالدعاء قد يرد القضاء، والأقدار تتدافع، والنبي عليه الصلاة والسلام يقول: اللهم إني أعوذ بك من سوء القضاء، فهذه المقولة مقولةٌ غير صحيحةٍ، ودعاءٌ بدعيٌّ باطلٌ ومنكرٌ، وفيه عدة محاذير شرعيةٍ، ولو لم يكن فيه إلا سوء الأدب مع الله .